بفوزه على بوركينا فاسو بنتيجة (1-0), مساء يوم الثلاثاء بالبليدة, كان المنتخب الجزائري آخر بلد للقارة الافريقية الذي يتأهل لمونديال-2014 بالبرازيل, و يلتحق بالرباعي: نيجيريا و كوت ديفوار و الكاميرون و غانا التي حجزت منتخباتها التأشيرة البرازيلية في الايام القليلة الماضية. فالتاريخ يعيد نفسه, حيث مثلت نفس هذه المنتخبات القارة السمراء قبل أربع سنوات في دورة-2010 بجنوب افريقيا و التي ستكون نفسها حاضرة في شهر جوان المقبل في بلد "الصامبا", باستثناء جنوب افريقيا التي شاركت في الدورة السابقة بوصفها البلد المنظم. المتأهلون الخمسة للموعد البرازيلي في شهر جوان المقبل, أكدوا مرة أخرى استحقاقهم كمنتخب عالمي من خلال مشاركاتهم العديدة هذا العرس العالمي, مثلما تؤكده سيرتهم الذاتية. ويعود الشرف الأكبر للمنتخب الكاميروني, صاحب الرقم القياسي في المشاركة في الدورات النهائية على الصعيد الافريقي حيث ضمن يوم الأحد الماضي حضوره السابع للعرس العالمي الكبير. وسبق "للأسود التي لاتروض" أن حجزت تأشيرتها في دورات 1982 و 1990 و 1994 و 1998 و 2002 و 2010 تضاف اليها بطبيعة الحال دورة 2014. فخلال دورة 1990 بإيطاليا, قاد أسطورة الكرة الكاميرونية, روجي ميلا, بلاده الى الربع النهائي للمنافسة قبل الخروج مرفوع الرأس أمام انجلترا. هذه الأخيرة كانت منهزمة الى غاية الدقيقة 83 (هدفان لروجي ميلا) قبل أن تعدل النتيجة ثم تضيف الهدف الثاني في الوقت الإضافي بواسطة اللاعب قاري لينكار في الدقيقة 100 من ضربتي جزاء. وفي دورة 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية بلغت الكاميرون الدور ثمن النهائي, لتحسن من مردودها في دورة 1998 بفرنسا. وقد جانب رفاق أمونيكي "المعجزة" أمام إيطاليا من خلال تقدمهم في النتيجة (2-1), لكن النجم الأيطالي السابق روبرتو باجيو أدرك التعادل في الدقيقة 88, ليضيف نفس اللاعب الهدف القاتل في الدقيقة 100 عن طريق ضربة جزاء, حارما بذلك القارة السمراء من تأهل تاريخي للمربع الذهبي. أما المنتخب الجزائري الذي اقتلع تأشيرته الرابعة, فقد نجح في تسجيل تأهلين متتاليين على مناسبتين (1982-1986) و (2010-2014), دون أن يتمكن من المرور الى الدور الثاني, رغم الفوز التاريخي على ألمانيا (2-1) في أول مباراة له في المرحلة النهائية للمونديال. الخضر الذي حققوا فوزا ثانيا خلال المونديال الاسباني, وذلك أمام الشيلي (3-2), كانوا ضحية لمؤامرة خلال مباراة "العار" صنعها منتخبا ألمانيا و النمسا اللذان تآمرا على اقصاء الجزائر بواسطة فارق الأهداف بين المنتخبات الثلاثة. أما الممثلان الأخيران للقارة الافريقية غانا و كوت ديفوار المتأهلين ثلاث مرات والتي حضراها سويا في دورات 2006 و 2010 و 2014. فاذا كانت "الفيلة الايفوارية" قد عجزت في كل مرة على اجتياز الدور الأول من المنافسة, فليس الأمر كذلك للمنتخب الغاني الذي تألق بشكل لافت خلال مشاركتيه الأوليين. ففي 2006 بألمانيا, تمكنت "النجوم السوداء" من المرور للدور ثمن النهائي قبل أن تسقط امام البرازيل الفائز بنتيجة (3-0). اما في مونديال 2010, فكان الغانيون على وشك التأهل للمربع الذهبي على حساب الاوروغواي, لو لم يضيع لاعبهم جيان, ضربة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي حيث كانت النتيجة (1-1), ويفلت منهم التأهل في عملية ضربات الترجيح (4-2) أمام خيبة عشاق اللعب الجميل الذي كانوا متشوقين لرؤية أول منتخب افريقي يبلغ الأدوار المتقدمة في المنافسة. وبتحقيقها للحلم البرازيلي الموعود, أكدت المنتخبات الافريقية الخمسة حضورها في العرس العالمي 22 مرة. ففي هذه التظاهرة العالمية الكبرى للكرة المستديرة, اوفدت القارة السمراء ممثلين آخرين على غرار مصر التي شاركت في موعد أيطاليا مرتين (1934-1990), حيث تجدر الإشارة الى أن "الفراعنة" كانوا أول من مثلوا افريقيا في المونديال بين الحربين العالميتين. اما المنتخبان المغاربيان الآخران, المغرب (1970-1986-1994-1998) و تونس (1978-1998-2002-2006) فيتوفران على غرار الجزائر على ثلاث مشاركات, واللذان سيتابعان مونديال-2014 على شاشات التلفزيون. وتأتي جنوب افريقيا خلفهما بثلاث مشاركات (1998-2002-2010) علما بأن الدورة الأخيرة جاءت بوصفها البلد المنظم. أخيرا, تكمل أربعة منتخبات عقد المتأهلين بمشاركة واحدة في العرس الكروي الكبير وهي جمهورية الكونغو الديمقراطية (1974), و السنيغال (2002) و أنغولا و الطوغو (2006), ليبلغ العدد الاجمالي 13 منتخبا افريقيا شاركوا في العرس الكروي العالمي.