سيخوض الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم، يوم الثلاثاء المقبل أمام نظيره البوركينابي، اختباره الحاسم و الأخير المؤهل لمونديال-2014 بالبرازيل، وكله طموح لتحقيق حلم شعب بأكمله الا وهو انتزاع تأهله الرابع للمرحلة النهائية لأكبر تجمع كروي عالمي. فمنذ استقلال الجزائر عام 1962، شارك المنتخب الوطني 12 مرة في تصفيات هذه المنافسة، كللت ثلاث منها بالنجاح و ذلك في دورات 1982 باسبانيا و 1986 بالمكسيك و 2010 بجنوب افريقيا. وتعود أول مشاركة جزائرية في تصفيات كأس العالم الى دورة 1970 بالمكسيك، فيما كانت الأخيرة الجارية حاليا و التي سينظمها بلد الصامبا في شهر جوان المقبل. وانتظر "الخضر" المحاولة الرابعة بعد ثلاثة اخفاقات متتالية في دورات 1970 و 1974 و 1978 قبل أن ينجحوا في دخول التاريخ من بابه الواسع بتأهلهم الى مونديال 1982 باسبانيا. في هذه الدورة التي تزامنت مع الذكرى العشرين لانتزاع الحرية، حقق المنتخب الجزائري بالاضافة الى تأشيرة التأهل، انجازا عظيما ذات صيت عالمي، بقهره للعملاق العالمي ألمانيا (2-1)، كان ذلك يوم 16 جوان 1982 بخيخون. وبما أن الشهية تأتي مع الأكل، ضمنت الكرة الجزائرية مشاركة ثانية على التوالي في العرس العالمي وذلك في دورة 1986 بالمكسيك، لتمحو بذلك إخفاقها الأول بعد خروجها من الباب الضيق في دورة 1970 بالمكسيك، علىى يد المنتخب التونسي (1-2 بالجزائر و 0-0 بتونس). بعد المشاركة الثنائية الناجحة، فقدت الكرة الجزائرية من بريقها و تكررت خيباتها أمام تذمر الجمهور الجزائري الذي انتظر بفارغ الصبر مشاركة ثالثة لفريقه المفضل في أكبر تظاهرة عالمية للرياضة الأكثر شعبية في العالم. هذا الجمهور المتعطش، اضطر بأسف وحسرة شديدين، خمس مراحل تصفوية متتالية تذوق خلالها بمرارة كبيرة اقصاء الخضر في تصفيات دورات ايطاليا (1990)، والولايات المتحدةالأمريكية (1994)، وفرنسا (1998)، و اليابان/كوريا الجنوبية (2002) و ألمانيا (2006) قبل أن يحتفل في أجواء احتفالية غير مسبوقة، المشاركة الجزائرية الثالثة في الموعد العالمي الذي تحتضنه للمرة الأولى القارة السمراء بجنوب افريقيا. وسيتزامن يوم الثلاثاء 19 نوفمبر، اي بعد اربع سنوات بالضبط، مع العودة المظفرة للمنتخب الجزائري الى أرض الوطن قادما من أم درمان (السودان)، حيث اقتلع في سهرة 18 نوفمبر، التأشيرة الجنوب الافريقية امام منتخب الفراعنة (1-0)، الذي حرم الخضر من مونديال 1990 بإيطاليا. الشيء المؤكد هو ان الجيل الجديد للكرة الجزائرية الممثلة بفغولي، قدير، تايدر، غلام، بلفضيل و ماندي و غيرهم، لا زال يتذكر الاستقبال الحماسي الذي حظي به أبطال أم درمان لدى عودتهم الى الجزائر، وهو ما سيجعلهم يسعون الى تكرار نفس الأجواء التي عاشت كل ربوع الجزائر يوم 19 نوفمبر 2009، و النقش بحروف ذهبية الرباعة الرابعة" للكرة الجزائرية مفخرة كل أفراد الشعب الجزائري.