أكدت الجزائر على لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية، مجيد بوقرة، يوم الثلاثاء بالعاصمة الغينية كوناكري دعمها الثابت لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ودعا الوزير المنتدب في كلمة ألقاها امام الدورة الاربعين لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي, المنظمة إلى "تكثيف جهودها ووضع خطط عملية وإجراءات تنفيذية لدعم كفاح الشعب الفلسطيني". وأوضح أن هذه الدورة "تكتسي طابعا خاصا في ظروف يواجه فيها العالم الإسلامي تحديات جسيمة تغذيها النزاعات وعدم الإستقرار في العديد من أرجائه". وتمثل هذه التحديات —حسب السيد بوقرة— "حافزا قويا لنا جميعا لتلبية مطالب الشعوب الإسلامية التي تطمح إلى العيش الكريم في ظل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان" ولن يتأتى ذلك —كما قال— "إلا عبر تعبئة طاقاتنا وتفعيل مبادئ التعاون البناء". وقال الوزير المنتدب ان منظمة التعاون الإسلامي "مدعوة لتركيز جهودها على أولوياتها الفعلية وتكييف أدواتها وتطوير شراكتها مع باقي المنظمات الدولية والإقليمية" مبرزا أنه يأتي "على رأس أولوياتنا التعامل بفعالية أكثر مع القضية الفلسطينية التي كانت سببا مباشرا في إنشاء منظمة التعاون الإسلامي". واعتبر أن إستمرار إسرائيل في إحتلال فلسطين والتهويد الممنهج للقدس الشريف "يمثلان أكبر تحد للأمة الإسلامية ولمنظمتنا" مشيرا الى أن إنعقاد جلسة خاصة بالقدس خلال هذه الدورة يعد "ترجمة للإرادة التي تحدونا في نجدة المدينة المقدسة وحماية تراثها الديني والثقافي ودعم سكانها". وفي هذا الصدد فإن تنفيذ الخطة الإستراتيجية الخاصة بتنمية مدينة القدس "سيبعث برسالة تضامن وتآزر هامة مع المقدسيين" —كما قال— معتبرا أن "التحديات التي تفرضها الأوضاع السياسية والأمنية التي يشهدها العالم الإسلامي تملي على منظمتنا أن تعزز دورها كقوة إقتراح بناءة حتى يتسنى لها تقديم الحلول الناجعة التي تترقبها شعوبنا". واعتبر في سياق متصل أن "استمرار الحرب الأهلية المدمرة في سوريا يشكل مأساة حقيقية على أكثر من صعيد". وقال في هذا السياق إن الجزائر "التي ما فتئت تدعو لحل سياسي لهذا النزاع تسجل بارتياح الإعلان عن عقد مؤتمر جنيف الثاني بتاريخ 22 جانفي 2014 وتهيب بالأطراف السورية والإقليمية والدولية على العمل لوضع حد لنزيف الشعب السوري والإلتزام بحل شامل يؤسس لمرحلة إنتقالية تضمن الإستجابة لمطالب الشعب السوري في العدالة والحرية وتقي البلاد المزيد من التدمير والتدخلات الخارجية". وتنتهز الجزائر هذه الفرصة —يضيف السيد بوقرة— "لتجديد دعمها للمبعوث الدولي المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي". وبخصوص الوضع في مالي, أكد الوزير المنتدب أن "الإنجازات التي حققتها دولة مالي الصديقة بعد الأزمة, تشكل مصدر فخر لنا جميعا"مشددا على أهمية "تشجيع السلطات المالية على المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق وإرساء حوار وطني جامع لا يستثنى أحدا". كما تدعوالجزائر المجتمع الدولي "لمواصلة دعمه لمالي من أجل ترسيخ الإستقرار ودفع عجلة التنمية في هذا البلد" مؤكدة في الوقت ذاته على "مواصلة تعاونها مع دول الميدان لمواجهة الأخطار التي مازال يمثلها الإرهاب وشبكات المتاجرة بالمخدرات والجريمة المنظمة". كما تدعو الجزائر إلى "تكثيف التعاون الدولي ضد الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله بما في ذلك منع دفع الفدية". وقال في نفس السياق أن "استعمال الإسلام من قبل الجماعات الإرهابية لتبرير أعمالها الإجرامية ما فتئ يغذي اديولوجية اساسها الكراهية ضد الإسلام والخلط بين ديننا الحنيف والإرهاب والتطرف نتيجة حملات تحركها نزعة عنصرية مقيتة وجهل لمبادئ التسامح والحوار والتعاون التي ينادي بها الاسلام". وفي هذا الصدد تحث الجزائر منظمة التعاون الإسلامي على "مواصلة جهودها لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا بما في ذلك نشر الوعي على كل المستويات وفي المحافل الدولية والعمل على نشر الصورة الحقيقية لديننا الحنيف وترقية الحوار بين الحضارات". من جانب آخر, أوضح الوزير المنتدب أن "عملية الإصلاح التي باشرتها منظمة التعاون الإسلامي كان لها الأثر الإيجابي على ترشيد عمل منظمتنا وتعزيز دورها". وذكر في هذا الشأن بمشروع القرار الذي قدمته الجزائر لمجلس المنظمة حول "تعميق عملية إصلاح المنظمة وتطوير نشاطاتها وخططها" مجددا دعم الجزائر للأمين العام المنتخب الدكتور إياد مدني". وفي الاخير, تقدم الوزير المنتدب بخالص تعازي الجزائر لإفريقيا بعد رحيل الزعيم نلسون مانديلا معتبرا أن "الوقفة العالمية المنقطعة النظير التي تشهدها كل بقاع العالم هذه الأيام تقديرا وإجلالا لرحيل هذا الرجل العظيم بمثابة دليل آخر على البصمة التاريخية التي تركها إلى الأبد".