استنكر الفلسطينيون مواصلة إسرائيل لمخططاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لا سيما قرار بناء 558 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والذي يعتبر عرقلة جديدة لجهود التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان اليوم الخميس أن هذا القرار الرسمي الإسرائيلي يعبر عن إصرار الحكومة الإسرائيلية على إفشال المفاوضات والجهود الأمريكية والدولية الهادفة لإنجاحها وتدمير حل الدولتين على الأرض تارة بالتنكر السياسي لحقوق الشعب الفلسطيني ومرجعيات عملية السلام وأخرى من خلال تصعيد عمليات نهب الأراضي وتهويد ما يسمى بمنطقة ج ومواصلة البناء الاستيطاني وتهويد القدس والأراضي الفلسطينيةالمحتلة الأمر الذي يعبر عنه المسؤولون والوزراء الإسرائيليون بشكل علني وسافر يتحدى إرادة السلام الدولية وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي. وأوضحت مصادر إعلامية ان السلطات الإسرائيلية وافقت خلال ما يسمى "اجتماع اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" على خطط لبناء 558 وحدة استيطانية جديدة في القدس من بينها 386 مسكنا في هار حوما. وحسب حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان فإن البناء سيبدأ في الأسابيع المقبلة. وأدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الخطط الاستيطانية واتهمت إسرائيل بالاستفزاز المتعمد لدفع الفلسطينيين لترك المفاوضات وإلقاء اللوم عليهم في تدمير عملية السلام. كما حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع من خطورة المخططات الاستيطانية للاحتلال الإسرائيلي بمدينة القدس وانتهاكاته المتكررة في حق الفلسطينيين. واستنكر قريع في بيان له اليوم إصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة انتهاكاتها المتصاعدة بشكل جنوني في التوسع الاستيطاني غير الشرعي والمرفوض ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف والقرارات الدولية من خلال الإعلان عن مخططات استيطانية استعمارية بشكل متواصل بهدف تهويد القدس وتطويقها بشكل كامل بالمستوطنات غير الشرعية. وقال أن "حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبهذه السياسة العنصرية الاستيطانية تكون قد قتلت عملية السلام وأفشلت كافة الجهود أمام أي فرصة تسوية سلمية متاحة الآن فهي تسابق الزمن في نهب الأراضي بهدف التوسع الاستيطاني غير الشرعي والمرفوض بشكل قاطع". - تشريد نحو 1103 فلسطيني العام الماضي نتيجة سياسة هدم المنازل الفلسطينية- و تأتي الموافقة على بناء هذه الوحدات السكنية للمستوطنين اليهود في القدس الشرقية المحتلة في وقت كشفت فيه إحصائيات لمكتب التنسيق للشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن السلطات الإسرائيلية تسببت في تشريد نحو 1103 فلسطينيين من بينهم 558 طفلا نتيجة سياسة هدم المنازل في العام الماضي 2013. ووفقا لموقع (عرب 48) الالكتروني فقد طرأ ازدياد ملحوظ في عدد المنازل التي هدمها الاحتلال خلال العام الماضي 2013 في غور الأردن مقارنة مع عام 2012 وارتفع من 172 منزلا مهدوما عام 2012 إلى 390 منزلا عام 2013 "ليتم تشريد 590 فلسطينيا من بينهم 297 طفلا". أما في بقية المناطق فقد هدمت سلطات الاحتلال عام 2013 نحو 52 منزلا و 123 بناء آخرا. وحسب نفس الإحصائيات "فقد هدمت سلطات الاحتلال في القدس الشرقية 52 منزلا و 46 ملحق بناء أي ما مجموعه 663 بناء". و في ذات السياق رحل الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء 35 عائلة من سكان مناطق البرج والميتة والحمامات في منطقة الأغوار التي تسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بها ضمن أي حل مع الفلسطينيين. ويعد ملف الأغوار أحد ملفات الخلاف الرئيسية في مفاوضات السلام الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل منذ نهاية يوليو الماضي برعاية أمريكية. وتسيطر إسرائيل على ما مساحته 87 في المائة من أراضي الأغوار الحدودية مع الأردن وهي تنظر إليها "كمحمية أمنية" وتخطط الاحتفاظ بها ضمن أي حل نهائي للصراع. ويرفض الفلسطينيون أي تواجد إسرائيلي مستقبلي في منطقة الأغوار التي تشكل ثلث الضفة الغربية. و كانت مجموعة من نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية قد تمكنت مؤخرا من إحياء قرية "عين حجلة" بالأغوار والتواجد فيها, في إطار حملة لتثبيت الوجود الفلسطيني على الأراضي المحتلة, متحدين كون الأغوار منطقة أمنية مغلقة, و رافضين عمليات لتهويد والتطهير العرقي فيها. و رحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بجهود نشطاء فلسطينيين ودوليين لإحياء قرية "عين حجلة" في إطار حملة "ملح الأرض" الهادفة إلى تثبيت الوجود الفلسطيني في منطقة "غور" الأردن ورفض تهويدها أو ضمها من جانب إسرائيل. ودعت عشراوي وسائل الإعلام العالمية للتوجه إلى "عين حجلة" ونقل رسالة للعالم حول المقاومة الشعبية السلمية في فلسطينالمحتلة والحقوق الفلسطينية الثابتة لنيل الحرية وحق تقرير المصير. كما أدانت عشراوي المداهمات المتكررة من جانب القوات الإسرائيلية لقرية "عين حجلة" واعتقالها للنشطاء وممارسة أشكال مختلفة من الترويع بحقهم. - تواصل العدوان ضد الفلسطينيين - ولم تتوقف السلطات الإسرائيلية عند حد بناء مستوطنات جديدة و تشريد الآلاف من الفلسطينيين بل بقيت تواصل عدوانها في حقهم وذلك باستمرار موجات الاعتقالات اليوم بالضفة الغربيةوالقدس بالإضافة إلى تهديد رئيسهم محمود عباس. و حذرت حركة فتح الفلسطينية اليوم من خطورة "التحريض" و"التهديد" الإسرائيلي المتكرر بحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤكدة أن هذا الفعل يعبر عن "رفض الاحتلال للسلام". وأكد الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف "إننا ننظر إلى التهديدات والتحريض الإسرائيلي بحق الرئيس عباس بخطورة بالغة" وأشار إلى أن "هذه التهديدات تصاعدت في الآونة الأخيرة ووصلت إلى حد التلويح بالمس بحياة الرئيس بشكل شخصي" لافتا إلى أن هذه التهديدات "تأتي من جهات إسرائيلية مختلفة من اليسار إلى اليمين". ورأى أن هذه المواقف الإسرائيلية تدلل على "رفض الاحتلال للسلام وعدم الجاهزية لدفع استحقاقات السلام" معتبرا أن "الحملة تتصاعد بهدف الضغط على الرئيس والنيل من عزيمته ودفعه لتقديم التنازلات".