أكد سفير الجزائرباسبانيا محمد حناش يوم الثلاثاء خلال ندوة دبلوماسية نظمت بمقر وزارة الشؤون الخارجية أن الجزائر و اسبانيا لهما دور ينبغي أن تضطلعا به في إقامة شراكة اورومتوسطية. و اعتبر سفير الجزائرباسبانيا لدى تطرقه إلى مسالة "العلاقات الجزائرية الاسبانية في سياق اورومتوسطي" أن "الجزائر و اسبانيا لهما دور ينبغي أن تضطلعا به في إقامة شراكة اورومتوسطية كونهما تتوفران على رصيد شراكة و عدة اتفاقات". و أوضح محمد حناش الذي كان أمينا عاما بوزارة الشؤون الخارجية سنة 1993 أن ذلك "يسمح بالتفكير في إقامة شراكة في الاتجاهين تكون ثنائية و متعددة الأطراف". كما تطرقت الندوة إلى مختلف الأوجه التاريخية للعلاقات الجزائرية-الاسبانية قبل تحديدها في إطار اورومتوسطي. و أشار السفير في هذا الصدد إلى أن اسبانيا "تعد البلد الأوروبي الوحيد الذي سجل التعاون المتوسطي في برنامج حكومته". و أوضح السفير أن العلاقات بين البلدين كانت دوما تندرج في إطار "الشراكة" و "الصداقة" دون أن ترتقي إلى مستوى "علاقات وثيقة" أو "علاقات متميزة" و ذلك إلى غاية سنوات ال90 بفضل التعزيز الديمقراطي الذي شهدته اسبانيا و انفتاحها على دول أخرى لاسيما دول المغرب العربي. و قال المحاضر أن "زيارة الدولة التي أجراها الرئيس بوتفليقة في 2002 إلى اسبانيا شكلت نقطة انطلاق شراكة حقيقية" مذكرا بالتوقيع على اتفاقات تعاون منبثقة عن مقاربة مشتركة بين البلدين. و تطرق بهذا الصدد إلى معاهدة الصداقة و حسن الجوار و كذا الاتفاقات المتعلقة بالمساعدة القضائية و التعاون القنصلي و نقل الأفراد و السلع. و ذكر السيد حناش كمثال على تطور العلاقات "حجم التبادلات التجارية التي سجلتها اسبانيا سنة 2013 و المقدرة ب15 مليار دولار مما جعلها تصبح لأول مرة في تاريخها الشريك التجاري الأول للجزائر". و استطرد يقول أن المؤسسات الاسبانية حاضرة بقوة في الجزائر مشيرا إلى أن هناك كم هائل من القطاعات التي يبقى على الطرف الاسباني اكتشافها لاسيما الصناعات الغذائية و السياحة التي "تحظى فيها اسبانيا بخبرة فريدة من نوعها عبر العالم". و تعد الندوة التي نشطها محمد حناش الأولى ضمن سلسلة من اللقاءات التي تندرج في إطار تعزيز برنامج الدبلوماسية العامة الذي يسمح بتعزيز العلاقة بين سلك الدبلوماسية و المجتمع المدني و التعريف بالجزائر لدى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بها. و يتعلق الأمر حسب المكلف بالبرنامج عنتر داود ببرنامج كامل سيتم عرضه خلال الأيام المقبلة و يضم ندوات ينشطها سفراء الجزائر و أفراد بالحكومة ستتم دعوتهم للتدخل حول مواضيع معينة و كذا زيارات تنظم لصالح سفراء أجانب. و قال انه "إلى جانب تذوق الأطباق الجزائرية سيستمتع هؤلاء باكتشاف المناطق الخلابة لوطننا".