أكد سفير الجزائر في إسبانيا، السيد محمد حناش، أن الجزائر وإسبانيا يمكنهما لعب دور هام ضمن الفضاء الاورومتوسطي، بالنظر إلى نوعية علاقتهما وتعاونهما اللذين يسمحان لهما بالنظر إلى المستقبل من جانبين، "ثنائي" ومتعدد الأطراف". وأشار الدبلوماسي الجزائري، إلى أن العلاقات الجزائرية الاسبانية عرفت انطلاقة فعلية سنة 2002، بفضل زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة لاسبانيا، التي توجت بتوقيع معاهدة صداقة وتعاون استراتيجية أسست لتنظيم قمة بين البلدين كل عامين أو ثلاث سنوات (انعقدت 5 قمم منذ ذلك التاريخ)، كما سمحت بالتوقيع على عدد هام من الاتفاقات في قطاعات عديدة مثل الاستثمار والدفاع والدبلوماسية والصناعة والسياحة. كما أدى توقيع هذه المعاهدة إلى إعطاء دفع للتبادلات التجارية بين البلدين التي بلغت في 2013، حوالي 15 مليار دولار، وهو ما جعل من اسبانيا الشريك التجاري الأول للجزائر، حسب السيد حناش، الذي تحدث عن أهم مايميز العلاقة بين الجزائرواسبانيا في محاضرة دشن بها سلسلة المحاضرات الدبلوماسية، التي أعيد إحياؤها من طرف وزارة الشؤون الخارجية، والتي ستعرف برمجة تدخلات من طرف جزائريين وأجانب. علاقة تتسم خصوصا بالتشاور المستمر بين البلدين، وعلى أعلى مستوى، وموجهة نحو تحقيق رؤية مستقبلية تقوم على مجموعة من العوامل، أهمها التعاون في مجال الطاقة، إذ تعد الجزائر الممون الأول لاسبانيا في هذا المجال، ب20 مليار متر مكعب سنويا بفضل أنبوبي الغاز اللذين يربطان البلدين، كما يتم تطوير مجالات التعاون نحو قطاعات أخرى عبر منتديات رجال الأعمال التي تنظم بالبلدين لتطوير التبادل الثنائي تحت رعاية حكومتي البلدين. وهو ما مكّن من تجسيد اتفاقات تعاون -يضيف المتحدث- في قطاعات هامة مثل السكن، كما سمح بتحديد قطاعات تعاون واعدة مثل السياحة والصناعات الغذائية، والهندسة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والطاقات المتجددة، منبّها في هذا السياق إلى أن الأزمة الاقتصادية التي عاشتها اسبانيا جعلت مؤسساتها تعيد انتشارها عبر العالم، وتعمل على إعادة توطين استثماراتها. السيد حناش، الذي يشغل منصب سفير الجزائرباسبانيا منذ 2005، اعتبر أن العلاقات بين البلدين تسير في الطريق الصحيح، لكن مازالت أشياء كثيرة تنتظر الإنجاز لاسيما على المستويات الاجتماعية والإنسانية والثقافية. ولأن المحاضرة جاءت تحت عنوان "العلاقات الجزائرية - الاسبانية في الإطار الأورومتوسطي"، فإن المحاضر عرّج على أهم التجمعات الاورومتوسطية التي أنشئت بغرض تقريب دول الضفة الجنوبية من دول الضفة الشمالية، أهمها مسار برشلونة ومجموعة الخمسة زائد خمسة، والتعاون الاورومتوسطي بالتنسيق مع الحلف الأطلسي، وصولا إلى الاتحاد المتوسطي "آخر ورشة في هذا الإطار" كما قال، والذي رغم فشله –حسب الكثير من المختصين- فإن السيد حناش، اعتبر أن ميزته هو كونه أراد الإبقاء على شعلة التعاون بين بلدان الجنوب وبلدان الشمال "متّقدة". وأشاد المتحدث بالدور الاسباني في هذا الفضاء، وعبّر عن اقتناعه بأن اسبانيا تعد البلد الأوروبي الأكثر اهتماما بهذا الإطار، والأكثر إيمانا بجدوى وجوده. نشير إلى أن المحاضرة تعد الأولى ضمن سلسلة ستعكف وزارة الخارجية على تقديمها، وبالمناسبة دعا الأمين العام للوزارة، السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين في الجزائر إلى المشاركة في هذه السلسلة التي تعد إحياء لتقليد سابق يراد اليوم بعثه من جديد، من أجل إنعاش الحوار والتبادل في المجال الدبلوماسي. وكلف السفير عنتر داوود، بإعداد برنامج السلسلة التي ستتضمن إضافة إلى الندوات والمحاضرات، زيارات للسلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر إلى بعض المناطق السياحية، كما ستتم دعوة أفراد من الطاقم الحكومي للمشاركة فيها، حسب السيد داوود.