تم تكوين 144 شاب جزائري في مجال الطيران العسكري أثناء الثورة التحريرية المجيدة، وذلك بفضل تعاون بعض الدول مع القضية الجزائرية، حسبما تم تأكيده يوم الاثنين بالجزائر العاصمة. وأوضح المجاهد محمد طاهر بوزغوب خلال ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة المجاهد، بمناسبة الذكرى ال 58 لعيد الطالب، أنه تم تكوين 144 طالب جزائري في مجال الطيران العسكري منهم طيارين وتقنيين في الطيران و ملاحين ودفاع جوي . وأبرز ذات المتحدث خلال هذه الندوة التي خصصت للحديث عن "التكوين العسكري أثناء الثورة التحريرية" أن قيادة الثورة أولت أهمية قصوى للتكوين العسكري بمختلف أنواعه وأوصت بعد مؤتمر الصومام عام 1956 بتوسيع جبهة القتال و تكوين الإطارات. ولتجسد هذا المسعى تم تشكيل هيئة اشرف عنها في البداية المجاهد كريم بلقاسم ثم رابح نوار، كلفت هذه الهيئة بمهمة البحث عن الدول المستعدة لتكوين الشباب الجزائري الذي توجه بقوة إلى جبهات النضال بعد إضرابهم يوم 19 مايو عام 1956. و كانت سوريا أول دولة فتحت أبوابها أمام الشباب الجزائري الذي فضل توقيف مساره التعليمي من أجل المشاركة في تحرير بلاده، حيث كان أغلب الشباب ذو مستوى ثانوي وهو المستوى العلمي الذي اشترطته أغلب الدول لقبول الطلبة. وكانت أول دفعة من الطيارين الجزائريين قد تلقت تكوينا بكلية "الاحتياط" بحلب (سوريا) في سبتمبر عام 1957، كانت تضم ستة طلبة منهم المجاهد عبد الرزاق بوحارة وبالموازاة تكون ستة شباب آخرين ب"المعهد التقني" بسوريا أيضا. وبعد فتح سوريا أبوابها أمام التكوين توالت دفعات تكوين الشباب الجزائري في مجال الطيران العسكري خلال سنوات 1957 إلى غاية 1961، حيث استقبلت كل من مصر و الصين الشعبية و العراق والاتحاد السوفياتي (آنداك) و تشيكوسلوفاكيا طلبة جزائريين. كما أشار المحاضر إلى مساهمة التكوين العسكري في مجال استخدام الحوامات في تزويد الثوار بالأسلحة و المؤونة خاصة في ظل الحصار الذي فرضه خطي شال و موريس. و بالمناسبة ،نوه المجاهد بوزغوب بدور العقيد عميروش في مجال التكوين نخبة قادرة على قيادة الثورة باعتبارها (النخبة) النواة الصلبة للكفاح المسلح، مشيرا إلى أن العقيد عميروش فتح بيت في تونس كان تسمى "دار الجزائر" تستقبل الطلبة الجزائريين. من جهته، أشاد الباحث في تاريخ الثورة الجزائرية محمد عباس بخصال المجاهد الفقيد عبد الرزاق بوحارة في ذكرى الأولى لرحيله و مساهمته في ثورة التحريرية و في ثورة التشييد و البناء ، لتختتم الندوة بتكريم عائلة المجاهد عبد الرزاق بوحارة.