أكد، أمس، العقيد المتقاعد محمد الطاهر بوزغوب كون جيش التحرير الوطني 135 طيارا وتقني طيران في مختلف تخصصات هذا المجال بين سنتي 1957 و1962 وذلك في بعض الدول الصديقة العربية وغير العربية. وأوضح العقيد بوزغوب في مساهمة له خلال اليوم الثاني من أشغال الملتقى الخاص بالتكوين والتدريب في جيش التحرير الوطني أن شبابا تكونوا منذ سنة 1957 في العديد من مدارس الطيران ببلدان شقيقة وصديقة كسوريا ومصر والعراق والصين والاتحاد السوفياتي. وأبرز المتدخل أن لجوء الثورة إلى التكوين في مختلف المجالات يعكس بعد نظر قيادة جيش التحرير الوطني وإيمانها بعدالة القضية الجزائرية وحتمية الاستقلال من خلال التفكير في جزائر الغد. وتوزع الطيارون ال 135 على تخصصات طيران القتال ب18 طيارا وطيران القاذفات ب 14 طيارا والنقل الجوي ب 21 طيارا والملاحة الجوية ب 3 طيارين. وفي تخصص التقنيين فقد تم تكوين 62 تقني طيران في فرع التخصصات المشتركة و12 آخرين في تخصص الهيلكوبتر إلى جانب الدفاع الجوي ب 5 تقنيين. وعلاوة على هذا العدد استفادت الثورة الجزائرية من طيارين تكونوا بفرنسا والتحقوا بالثورة من بينهم عبد الرحمن سري والمرحوم السعيد ايت مسعودان. وأشار العقيد بوزغوب الذي كان من بين الرعيل الأول للطيارين الذين كونتهم الثورة الجزائرية أن أول دفعة من هؤلاء الطيارين تخرجت من كلية الاحتياط بحلب في سوريا بعد أن باشرت تكوينها بها بداية من سنة 1957 وضمت 6 طيارين بقي منهم أثنين على قيد الحياة. كما استقبلت مصر دفعة أخرى بداية من سنة 1958 وضمت هي الأخرى 8 طيارين و18 تقني طيران ثم العراق سنة 1959 ب 17 طيارا فدفعات أخرى تخرجت من كليات الصين والاتحاد السوفييتي. ولدى إبرازه لإستراتيجية الثورة الجزائرية في تكوين إطاراتها أشار المتدخل إلى أن مؤتمر الصومام رسم طريق النصر من خلال تشديده على مبدأ كل الإمكانيات لجبهة القتال من بينها اعتماده على تكوين إطارات جيش التحرير في القوات الثلاث البرية والبحرية والجوية. ونبه المتدخل إلى أن تبلور فكرة تكوين هؤلاء الإطارات تزامنت مع إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 والتحاقهم بالثورة التحريرية وهذا مكن قيادة الثورة من إرسال العديد منهم إلى كليات الطيران في الدول المذكورة سيما وان هذا النوع من التخصصات العسكرية يتطلب مستوى علميا عاليا. وخلص المتدخل إلى التذكير بأن سربا من الطيارين الجزائريين كان له الشرف أن يحلق في سماء الجزائر العاصمة يوم 2 نوفمبر 1962 بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الثامنة لاندلاع الثورة التحريرية وهي الأولى في عهد الاستقلال.