أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد عبد العزيز يوم الخميس بالجزائر ان اللقاء التشاوري بين دول الجوار الذي انعقد بالجزائر حول الازمة الليبية يعد "رسالة سياسية قوية" للنخب ولكل القوى السياسية للإعداد للمصالحة الوطنية وحل الازمة الليبية. وأوضح الوزير الليبي في تصريح ل (وأج) على هامش أشغال الندوة 17 لوزراء خارجية دول عدم الانحياز أن الجزائر بادرت بعقد لقاءات تشاورية بين الدول الجوار لليبيا تم خلالها التشاور ومناقشة الشأن الليبي والمسار الديمقراطي في البلاد وكذا المشاكل المتعلقة بالامن. وأكد رئيس الدبلوماسية الليبية أن هذه المناقشات تكللت ب"رسالة سياسية قوية" تنطلق من الجزائر تدعو إلى ضرورة "التواصل مع النخب السياسية في ليبيا على كافة المستويات سواء كانت الحكومة او المؤتمر الوطني العام او منظمات المجتمع المدني بحيث يكون هناك ضغط ادبي وسياسي على النخب السياسية لكي تبدا في حوار وطني فاعل ومصالحة وطنية فاعلة من خلال آلية مستقبلية خاصة". وأضاف ان الممثلين الخاصين لكل من الجامعة العربية و الاتحاد الإفريقي في ليبيا يعملان على تنسيق الجهود بينهما "لإيجاد آلية تمكن من تفعيل التوصيات والانشغالات وتفعيل الدعم الذي ستقدمه دول الجوار على ارض الواقع". وجدد الوزير الليبي بالمناسبة التذكير بالدور "المحوري" للجزائري في حل المشاكل الليبية قائلا " لا شك لدي في ان الجزائر ستلعب دورا اساسيا في اطار النقاشات المتواصلة لايجاد حلول للأزمة الليبية" سيما وأن بلاده كما أضاف- مقبلة على إنتخابات برلمانية في 21 يونيو القادم والتي ينتظر ان تتم سريعا لتكون موازية مع عمل هيئة الدستور الذي من شأنه ان يحدد المسار الديمقراطي في البلاد. و أشار عبد العزيز إلى انه يعول في هذا المسار على الدعم الداخلي من قبل كل القوى السياسية في البلاد إلى جانب تعاون دول الجوار وكذا الدول الاجنبية. وتطرق الوزير بالمناسبة إلى العلاقات الثنائية القائمة بين الجزائر وليبيا والتي وصفها ب"العلاقات الاستراتيجية" حيث انها تتعدى الجانب التاريخي مبرزا أن "أمن ليبيا هو من أمن الجزائر وامن الجزائر ايضا مرتبط بأمن ليبيا". وقال الوزير الليبي انه من الضروري على شعبي البلدين ان يعيا ان العلاقات بين الجارتين "متينة وواعدة" ليس فقط على المستوى الامني الذي هو اليوم اولوية بالنظر إلى الاوضاع في المنطقة انما هي ايضا "علاقات اقتصادية واستثمارية واعدة" في المستقبل. وشدد على ان مكافحة الارهاب الذي اضحى تهديدا اقليما ودوليا يتطلب من دول الجوار والمنطقة ككل "تضافر الجهود لوضع منهجية واستراتيجية اشمل لاستئصاله من كل دولة على حدى" مضيفا ان مسؤولية التعاون الامني اليوم هي "مسؤولية مشتركة" بين كل الدول لتنفيذ استراتيجية امنية على المستوى المغاربي والإفريقي.