بدأت بوادر الامل تلوح في الافق بعد الاعلان اليومالثلاثاء عن دخول اتفاق وقف اطلاق النار بين الاحتلال الاسرائيلي و الفصائل الفلسطينيةحيز التنفيذ لمدة 72 ساعة كانت نتيجة لحراك دبلوماسي دولي مكثف في مسعى لوقف العدوانعلى سكان غزة. و قد دخل الاتفاق الذي جاء بمبادرة مصرية وامريكية حيز التنفيذ عند الساعةالثامنة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي على أن يمتد لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد لبدء المفاوضات غيرالمباشرة بين الطرفين الامر الذي اثار ردود فعل اقليمية و دوليةايجابية آملة في التوصل في أقرب الاجال الى تهدئة نهائية تكفل جميع حقوق الشعبالفلسطيني. وأكدت حركة حماس دخول التهدئة المؤقتة مع الاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذداعية الجانب الإسرائيلي الى الالتزام بها و بدء مفاوضات غير مباشرة في القاهرةحول شروط التهدئة وذلك على أساس المطالب الفلسطينية التي توافق عليها الوفد الفلسطينيوقام بتسليمها للجانب المصري. وعقد الوفد الفلسطيني الموحد امس الاثنين اجتماعا ثنائيا مع مسؤولين منجهاز المخابرات المصرية بعد اجتماع أول عقد مساء أول أمس الاحد وتضمن تسليم الورقةالفلسطينية لمطالب التهدئة الدائمة على اساس وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيليالفوري من قطاع غزة وإنهاء الحصار و فتح المعابر وتأمين دخول الأفراد والبضائع. في المقابل أعلنت السلطات الاسرائيلية في وقت متأخر من الليلة الماضيةرسميا موافقتها على وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 72 ساعة ابتداء من الساعة الثامنة من صباح اليوم فيما أعلن جيش الاحتلال انه سينسحب بالكاملمن قطاع غزة عند دخول التهدئة المؤقتة حيز التنفيذ. و زعمت مصادر اعلامية اسرائيلية أن قواتها البرية أكملت مهمتها في تدميرالانفاق التي كانت من بين الذرائع التي ساقها الاحتلال لتبرير عدوانه على القطاعالذي انطلق قبل 28 يوما و الذي اسفر الى غاية الان عن استشهاد 1865فلسطينيا و اصابة اكثر من 9563 اخرين بجروح. وحسب المصادر ذاتها فمن المتوقع أن يتوجه وفد إسرائيلي خلال الساعاتالقريبةالقادمة إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة. - حراك دبلوماسي دولي مكثف لوقف العدوان على قطاع غزة- عبر المجتمع الدولي منذ بداية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة عن تضامنهو استعداده لتقديم دعمه الكامل للشعب الفلسطيني عامة و سكان غزة خصوصا حيثسعى عبر مساعيه الدبلوماسية المكثفة الى البحث عن الاليات الكفيلة لوضع حد لعدوانالاحتلال اوقع الاف الشهداء و الجرحى و دمار واسع في القطاع و اوضاع انسانية كارثية. و كانت الجزائر السباقة في مد يد العون للشعب الفلسطيني حيث دعت الى وقفالعدوان العسكري الاسرائيلي الغاشم على سكان غزة وجددت في عدة مناسبات وقوفها الىجانب القضية الفلسطينية. ويتجلى ذلك من خلال المساعدات التي تقدمها للشعب الفلسطينيوكذا في سعي دبلوماسيتها لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على القطاع. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد تحادث مع نظيره المصريعبد الفتاح السيسي و أمير دولة قطر تميم بن حمد ال ثاني حول الوضع في غزة ,وتطرقالرئيس بوتفليقة مع محادثيه الى امكانيات القيام بعمل عربي مشترك مكثف من اجل حملالمجموعة الدولية على التحرك لوقف عاجل للعدوان الإسرائيلي على غزة و كذا تضامنعربي اكبر مع فلسطينيي غزة. وفي السياق ذاته، أكد المجتمع الدولي الذي يزداد انشغاله اكثر فاكثر بسببالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بغزة امس عن دعمه للمبادرة الجزائريةالمتمثلة في استدعاء اجتماع طارئ للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة حول غزة. فبعد الدعم الذي عبرت عنه لجنة حركة بلدان عدم الانحياز حول فلسطينلمبادرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإستدعاء خلال الأيام المقبلة إجتماعطارئ للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة حول غزة أكد الرئيس الفرنسي فرانسواهولاند "الضرورة الملحة لوقف إطلاق النار من أجل تخفيف معاناة السكان المدنيين" في غزة و قال انه ينضم إلى"الأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بمحاسبة المسؤولينعن هذا الخرق للقانون الدولي". ومن أجل تعجيل عقد اجتماع الأممالمتحدة باشرت الجزائر مساع دبلوماسيةبالتنسيق مع الوفد الفلسطيني والمجموعات الإقليمية الأخرى لتجسيد المبادرة الجزائريةالرامية إلى وقف الإقتتال و التكفل الفوري بالأزمة الإنسانية الخطيرة الناجمة عنالعدوان العسكري الإسرائيلي على السكان المدنيين بغزة واستئناف مفاوضات السلام. -هدوء حذر يسود غزة بعد دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ- يسود هدوء حذر مختلف مناطق قطاع غزة في اعقاب الهدنة التي اعلنت عنها مصربموافقة الفصائل الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي لمدة 72 ساعة حيث بدا عشرات الالافمن المواطنين من مختلف مناطق قطاع غزة بالعودة لتفقد الدمار الذي حصل في منازلهموممتلكاتهم جراء قصف الاحتلال الذي استمر 30 يوما. وكان الاحتلال قد قصف خلال ساعات فجر اليوم عددا من المنازل والاراضيالزراعية في العديد من مناطق قطاع غزة بالصواريخ والقذائف و قام باسر المئات فيماكثف المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين و ممتلكاتهم و اقتحامهم المسجد الاقصىو تدنيسه تحت حراسة و دعم جنود الاحتلال. و امام الوضع الصعب و الخانق الذي يعيشه سكان غزة و امام الدمار الذي خلفتهآلة القتل الاسرائيلية على الشعب الاعزل ,استقالت وزيرة الدولة بوزارة الخارجيةالبريطانية سعيدة وارسى من منصبها اليوم قائلة انه "لم يعد بامكانها دعم سياساتالحكومة فيما يتعلق بالعدوان على غزة". من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن الشعب البريطاني يشعر "بانزعاج كبير للغاية" إزاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي مؤكدا على ان الحكومة البريطانية اتفقت على أن الوضع في قطاع غزةأصبح لا يطاق داعيا إلى وقف إطلاق فوري وإنساني للعدوان العسكري. وتبقى الامال عالقة فيما سيتمخض عن المباحثات الرسمية لإعلان اتفاق وقفإطلاق نار نهائي في قطاع غزة حيث أسفر العدوان الإسرائيلي الدامي عن استشهادحوالي 1.900 فلسطيني من بينهم 300 طفل حسب منظمة اليونيسف في حين قدرت المنظمةالعالمية للصحة عدد المرحلين ب 400.000 فلسطيني. و امام الدمار الشامل و الاوضاع الانسانية الكاريثية الذي تشهده غزة أطلقتوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في رام الله نداء إنسانيا لجمع187 مليون دولار من أجل تقديم المساعدات الطارئة لسكان القطاع.