يشكل الصالون الوطني للصورة الذي ينظم بوهران تحت شعار "الصورة في خدمة الثورة " فضاء تاريخيا تروي من خلاله العديد من الأحداث التاريخية غير المعروفة لدى الكثير من الجزائريين حول بطولات الجزائريين من جهة وفظائع وجرائم المستعمر الفرنسي من جهة أخرى. وعبر صورهم المعروضة في هذا الفضاء التاريخي تمكن المصورون ال15 المشاركون في هذه التظاهرة التي نظمها ديوان الفنون و الثقافة لبلدية وهران من السفر بزوار الصالون إلى أزمنة بعيدة في عمق الثورة التحريرية و في مختلف ولايات الوطن من العاصمة إلى تلمسان إلى عنابة و قسنطينة و تيارت و المسيلة و غيرها و تعريفهم بأحداث قديمة حصلت لا يعلم بها الكثير من الجزائريين. وعرضت المصورة فيلالي سامية من قسنطينة حيا من أحياء المقاومة الجزائرية و هو حي السويقة أين يطل صبي يحمل محفظة من نفق مظلم و يطل من ورائه نور كثيف يعبر -حسبها- عن محاربة جهل و ظلام المستعمر بالعلم و هو الشيء الذي يوصل كما قالت إلى "نور الاستقلال". كما سافرت من خلال صورة ثانية لها إلى حقبة الدخول الفرنسي إلى الجزائر و بالضبط إلى كهف قديم بمدينة قسنطينة يعرف بكاف شكارة تعلوه ثكنة عسكرية حيث لم يتحمل العديد من الجنود الجزائريين انذاك دخول فرنسا التي اعتبروها قمة الخزي والعار فغطوا رؤوسهم بكيس أسود و رموا بأنفسهم من الثكنة إلى المنحدر أين توجد الكهف التي سميت نسبة لهذه الحادثة. أما المصور وداح ناصر من تيارت فرحل بالزوار إلى منطقة واد ليلي بذات الولاية و إلى شلالات "قبقاب" بعلو من 150 إلى 200 متر اين رمي العشرات من المجاهدين منها إضافة إلى تصويره لمتحف لمجاهدي و شهداء المنطقة الغربية اسسته احدى المجاهدات التي تحمل اسم "ثورية" بمنزلها و يضم مئات الصور التي تعبر عن تاريخ كبير منسي. أما المصور بشير بن سونة من تلمسان فقد صور أحد ابراج المراقبة الفرنسية بمدينة صبرة بتلمسان و التي استطاع المجاهدون انذاك تحويله لصالحهم بعد الهجوم عليه في عملية بطولية قتل فيه الفرنسيون الثلاثة الذين كانوا يشرفون على عملية المراقبة. أما زميله من نفس الولاية رضا ميري فقد صور مركز تعذيب أبغاون بمدينة السواحلية أين تم قتل و تعذيب مئات الجزائريين بدم بارد بالإضافة إلى أحد مراكز المراقبة التي كانت تشرف على مراقبة مدينة الغزوات. أما المصورة كريمة مولاي من تيزي وزو فقد نقلت الزوار إلى سنة 1960 أين أسقط أبطال جيش التحرير الوطني احدى الطائرات الحربية الفرنسية في غابة برقموش و لا زال حطامها بالمتحف الجهوي للمجاهد بعاصمة الولاية و هي الحادثة التي يعلم عنها الكثير. أما المصور عسلون عبد القادر من الجزائر العاصمة فقد صور تمثال مؤسس الدولة الجزائرية بعد إعادة ترميمه فنيا من قبل الجزائر الوسطى بالإضافة إلى صورة البيت التي قتل فيه الشهيد علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي بالقصبة. أما زميله بن عمارة خليل من العاصمة فقد صور المنزل الذي استشهد فيه الشهيد دبيح شريف رفقة ثلاثة من رفقائه حيث طالبهم الجنرال بيجار شخصيا بتسليم أسلحتهم و وضعها في قفة و إرسالهم عبر النافذة عارضا عليهم استفادة من حكم مخفف و أوهمه البطل دبيح شريف بالموافقة و أرسل في القفة قنبلة قتلت لدى انفجارها اثنين من الجنود الفرنسيين فيما نجا بيجار بأعجوبة و تم تدمير المنزل برمته. أما شداد الهواري من وهران فقد صور مغارة بوجليدة ببلدية القعدة ولاية معسكر التي اعتقل فيها الشهيد أحمد زبانة و رفاقه من الأبطال قبل أن يكون أول شهيد يعدم بالمقصلة. هي صور و أماكن تحمل عبق التاريخ الجزائري المجيد المكتوب بدماء الشهداء الأبرار جسدها مصورون شباب يحملون الجزائر في قلوبهم و دمائهم.