تعيش تونس يوم الخميس حداد وطنيا مع تنكيس الأعلام على مؤسسات الدولة إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف عسكريين يوم الأربعاء شمال غرب البلاد كمحاولة للتشويش على الحملة الانتخابية التي تعيش يومها السادس "بنسق بطئ" والتي من المرتقب أن تتوج المسار الديمقراطي باختيار رئيس للدولة. وإثر "الهجوم الإرهابي الغادر" الذي استهدف أمس حافلة مخصصة لنقل العسكريين وعائلاتهم على مقربة من قرية "نبر" بين الكاف و جندوبة (شمال غرب) والذي أسفر عن مقتل خمسة عسكريين قررت الرئاسة التونسية اليوم إعلان حداد وطني ليوم واحد بالبلاد مع تنكيس الإعلام على مؤسسات الدولة. وأعلنت الرئاسة التونسية في بيان لها أن "رئيس الجمهورية الموقت القائد الأعلى للقوات المسلحة المنصف المرزوقى قرر إعلان الحداد الوطني اليوم الخميس 6 نوفمبر مع تنكيس الأعلام على مؤسسات الدولة". يأتى هذا بعد وفاة جندي متأثرا بجروحه صباح اليوم الخميس لترتفع حصيلة العملية الإرهابية إلى خمسة قتلى بالإضافة إلى إصابة 12 آخرين من العسكريين و عائلاتهم. وكانت الحافلة المخصصة للعسكريين قادمة من مدينة الكاف ومتوجهة نحو ولاية جندوبة (150 كلم عن العاصمة تونس) وعلى متنها عدد من الجنود حين تعرضت لإطلاق النار من قبل مسلحين اثنين رد عليهما 3 حراس كانوا ضمن الراكبين. وتأتى هذه التطورات في عز الحملة الانتخابية التي تعيش يومها السادس من مجموع 21 يوما لحساب الجولة الأولى من الرئاسيات المزمع إجراؤها فى 23 نوفمبر المقبل وذلك بعد النجاح الأمني الذي عرفته الانتخابات التشريعية الأخيرة. - نتائج التشريعيات تلقي بظلالها على حملة الرئاسيات في تونس ومن المؤكد ان نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب "نداء تونس" ألقت بظلالها على حملة الرئاسيات التي تجرى "بنسق بطئ" في العديد من ولايات البلاد. فبعد دخول 27 مترشحا إلى مضمار الرئاسيات انسحب يوم الأربعاء مرشح حزب "التحالف الديمقراطي" محمد الحامدى وذلك "لأسباب سياسية تتعلق فى جانب منها بالنتائج المخيبة لحزب التحالف الديمقراطي فى الانتخابات التشريعية" كما تتعلق بما اعتبره "فشل الحوار الذي كان دعا إليه أمين عام حزب التكتل مصطفى بن جعفر". وقد تحصل حزب التحالف الديمقراطي في الانتخابات التشريعية على مقعد واحد فى مجلس نواب الشعب عن دائرة بنزرت مهدى بن غربية. كما أن العديد من المترشحين لهذا للاستحقاق الرئاسي يعتمدون في خطاباتهم الدعائية على نتائج انتخابات 26 أكتوبر التشريعية، حيث اعتبر المرشح المستقل مختار الماجرى أن "الشعب التونسي أثبت من خلال الانتخابات التشريعية الماضية ذكاءه وقدرته على تحديد مصيره واتخاذ قرارات حاسمة وخيارات مصيرية" مبينا أن رئيس تونس المقبل يجب أن يكون "محايدا ومستقلا". من جانبه إعتبر المرشح المستقل عبد الرزاق الكيلانى أن "التجاذبات طغت على المشهد السياسي ما جعل النخب السياسية تتغافل عن التفكير فى القضاء على الفقر والبطالة والتهميش"، معتقدا أن "هذه المسألة انعكست بشكل واضح على نتائج الانتخابات التشريعية من خلال تفاقم التصويت العقابى" بحسب تقديره. - الحملة الانتخابية تعيش يومها السادس "بنسق بطئ" في أغلب الدوائر الانتخابية في غضون ذلك تتواصل الحملة الانتخابية الرئاسية فى يومها السادس ب"نسق بطئ" في العديد من الولاياتالتونسية على غرار المنستير التي تشهد ظاهرة "تمزيق معلقات" المرشحين في حين لم تسجل الدائرة الانتخابية بالمنستير أي اجتماع شعبى لأي مرشح باستثناء الباجى القايد السبسى الذى اختار اعلان انطلاق حملته الانتخابية فى اليوم الثانى من الحملة من هذه المدينة. كما لا يزال نسق الحملة الانتخابية بولاية منوبة "بطيئا" اذ لم يتم تعليق سوى صور وبيانات 6 مترشحين بالاماكن المخصصة لها وهم الباجى قائد السبسى وحمة الهمامى ومحرز بوصيان وعبد الرزاق الكيلانى وكمال مرجان والعربى نصرة. وفي نفس الولاية لم يتم تسجيل إلا نشاط وحيد لمرشح "الجبهة الشعبية" حمة الهمامى حيث تم نصب خيمة دعائية بشارع الحبيب بورقيبة بمنوبة لمدة ثلاثة ايام. نفس النسق البطئ تشهده دائرة قابس الإنتخابية التي لم تسجل بدورها منذ انطلاق الحملة الا زيارة مرشح واحد اختار اطلاق حملته من مسقط رأسه. كما تجلى النسق الضعيف للحملة بقابس على مستوى تعليق صور وبيانات المترشحين للانتخابات الرئاسية في الأماكن المخصصة لها حيث لم يتعدى عدد المترشحين الذين قاموا بعملية التعليق الخمسة مرشحين. كما أن مظاهر الحملة الانتخابية بولاية قبلى تبقى "محدودة أو تكاد تكون منعدمة" حسب وكالة الأنباء التونسية (وات) التي أشارت إلى تعليق أربعة مرشحين لبياناتهم بعدد محدود من الأماكن المخصصة لذلك بمختلف أرجاء الولاية. وفي الدائرة الانتخابية بمدنين لم يقم سوى ثلاثة مترشحين بتعليق صورهم وبياناتهم فى الاماكن المخصصة لذلك وهم الباجى قائد السبسى ومحرز بوصيان وعبد الرزاق الكيلانى وهو المترشح الوحيد الذي تحول الى غاية اليوم الى مدنين للقيام بحملته للرئاسية. أما بولاية توزر فلم تسجل الحملة الانتخابية الرئاسية حضورها بعد حيث لم يتم الاعلان عن اى نشاط دعائى لفائدة احد مرشحى الانتخابات الرئاسية. وعلى الرغم من ذلك فإن "الخروقات المسجلة لحد الآن خلال الحملة الانتخابية الرئاسية ليست بالهامة" حسب عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنور بن حسن الذي أكد أن هذه الخروقات تتمثل بالخصوص فى عدم الاعلام بأنشطة المترشحين فى الاجل المحدد ب48 ساعة وتعليق المعلقات بدور العبادة وعلى واجهات الادارات العمومية حسبما أوردته وكالة الأنباء التونسية.