صدر اليوم الخميس بيان مشترك توج زيارة الدولةالتي أجراها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الجزائر. فيما يلي النص الكاملللبيان: "بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أجرى السيد نيكولاسمادورو موروس رئيس جمهورية فنزويلا من 12 الى 15 يناير 2015 زيارة دولة للجزائرمرفوقا بوفد هام. تندرج الزيارة في إطار أواصر الصداقة والتضامن التقليدية بين الجزائروفنزويلا كما انها تمثل محطة هامة في التشاور السياسي و تنسيق الرؤى بين البلدينبخصوص المسائل الثنائية و الدولية ذات الاهتمام المشترك. وقد أطلع الرئيسان بعضهما البعض على الاوضاع الداخلية لبلديهما و في هذاالاطار سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بارتياح الخطوات التي قطعتها فنزويلا الىالامام و ابى بهذا الصدد إلا أن يذكر بالدور التاريخي للقائد الأعلى للثورة الفنزويليةالرئيس هيغو شافيز و تأثيره في الاندماج السياسي و الاقتصادي لأمريكا اللاتينيةمبرزا أن ذكراه و إنجازاته ستبقى خالدة في قلوب الفنزوليين و أمريكا اللاتينيةو العالم باسره. من جهته، أشاد الرئيس نيكولاس مادورو موروس بالمبادرات و الاصلاحات الداخليةالتي باشرتها الجزائر خلال السنوات الماضية و هنأ فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقةعلى التقدم المحرز في طريق تعزيز المكاسب الديمقراطية و التنمية الاقتصادية و الرقيالاجتماعي و ترسيخ دولة القانون و استقرار المؤسسات السياسية في الجزائر كما نوهبالجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر من أجل مكافحة الارهاب و إرساء السلم و الاستقرارفي إفريقيا و في العالم. وقد تناولت المحادثات وضع العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها في كل الميادينلاسيما الطاقة. ولدى تطرقهما للوضع في منطقتيهما و في العالم سجل رئيسا الدولتين بارتياحتطابق وجهات نظريهما حول مجمل القضايا المستعرضة. بخصوص الوضع الأمني في منطقة الساحل الصحراوي اشاد الرئيس مادورو موروسبترؤس الجزائر للوساطة من أجل تسوية الأزمة السياسية العسكرية السائدة في منطقةشمال مالي و أكد دعمه لمسار المصالحة في مالي بدفع من الوساطة الجزائرية و أعربعن تفاوؤله بالنظر للأشواط التي تم قطعها في الحوار الشامل الذي تمت مباشرته بالجزائرفي يوليو 2014 على درب ابرام اتفاق سلام شامل لتسوية النزاع المالي. وعن مستجدات الوضع في ليبيا نوه الرئيس الفنزويلي بجهود الرئيس بوتفليقةالرامية الى لم شمل الأشقاء الليبيين باستثناء الجماعات الاهابية المعروفة بهذاالوصف و مرافقتهم في مسار التسوية السلمية الجامعة حفاظا على الوحدة الترابيةلبلدهم و سيادته و من أجل إقامة الدولة الديمقراطية التي ينشدونها. أبرز الرئيسان الانعكاسات الوخيمة التي قد تنجر على تدخل خارجي في النزاعالليبي سواء بالنسبة للبلد المعني او على مجموع المنطقة و أكد دعمهما للجهود المبذولةلتفادي كارثة جديدة ضد الشعب الليبي. وأعرب الرئيسان عن ارتياحهما للالتزام الثابت على مستوى الاممالمتحدةو المجموعة الدولية لصالح تسوية عادلة و مستديمة تقوم على اساس حل سياسي يقبلهالطرفان و يفضي الى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا لمبادئ و أهداف ميثاقالاممالمتحدة و لوائح الجمعية العامة و مجلس الامن الامميين كما اكدا دعمهما للجهودالتي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي من أجل الصحراء الغربية. و شددا بهذا المقام على أهمية حماية حقوق الانسان في الأراضي المحتلة فيالصحراء الغربية. عن الوضع في فلسطين جدد الرئيسان دعمهما الثابت للحقوق الوطنية المشروعةللشعب الفلسطيني بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة و السيدة عاصمتها القدسو أدانا كل عمل يرمي إلى رهن حظوظ تسوية تفاوضية للقضية الفلسطينية. وأبدى الرئيسان تمسكهما بالمبادئ المؤسسة لحركة عدم الانحياز وأهدافهامبرزين ضرورة تعزيز التأكيد على دورها حتى تواكب المسائل المتعلقة في السلم عبرالعالم و أن تكون طرفا فاعلا في مراجعة آليات صنع القرارات الدولية من أجل تسويةالنزاعات و الحكامة العالمية في جميع المجالات. وبهذا الصدد، أعرب الرئيس بوتفليقة عن يقينه بأن رئاسة فنزويلا المقبلةلحركة عدم الإنحياز ستساهم في هذا الطموح. وأكد الرئيسان الأهمية التي يوليانها لتعزيز دور الأممالمتحدة في حفظالسلم والأمن في العالم وإقامة علاقات دولية متوازنة وعادلة. كما دعا إلى تمثيل عادل داخل مجلس الأمن و تأسيس علاقات متوازنة بين المجلسو الجمعية العامة خدمة لديمقراطية فعلية للحياة الدولية في سياق الذكرى ال70 لتأسيسالأممالمتحدة. وفي نفس السياق جدد الرئيس بوتفليقة تهانيه للرئيس الفنزويلي لانتخاب بلده كعضو غير دائم بمجلس الأمن لفترة 2015-2016 معتبرا أن فنزويلا ستكون من دونشك ممثلا فاعلا و ملتزما لصالح بلدان الجنوب لدى هذا الجهاز الأممي. وكان الملف الطاقوي في صلب اللقاء بين الرئيسين و المحادثات التي جمعتوفدي البلدين حيث أكدوا بالمناسبة على الدور المنوط بمنظمة البلدان المصدرة للنفط(أوبيب) كقوة تضمن استقرار أسعار النفط لتصحيح الإختلال الذي تعرفه سوق المحروقاتالعالمية والتي تؤثر على نمو الإقتصاد العالمي و آفاق التنمية لبلدان الجنوب. واتفق الرئيسان على تعزيز تنسيق الجهود من أجل توفير الشروط الكفيلة بتطهيرالسوق النفطية العالمية و ضمان أسعار مناسبة لصادرات النفط. وخلال تواجده بالجزائر استقبل الرئيس مادورو موروس رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح و رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة و الوزير الاولعبد المالك سلال. وفي ختام زيارته أعرب الرئيس الفنزويلي عن شكره الخالص للرئيس بوتفليقةعلى حفاوة الاستقبال الأخوي الذي حظي به والوفد الذي رافقه خلال تواجده بالجزائر".