يقترح الألبوم الجديد للفرقة الموسيقية الشابة "إفريقيا سبيريت" الصادر منذ أيام قليلة الغوص في العالم الموسيقي لمنطقة الساحل الإفريقية بتقديمه تجربة موسيقية فريدة من نوعها مزجت بين نوع الديوان وأنواع موسيقية افريقية الأخرى. ويحوي هذا العمل الجديد الذي نزل مؤخرا إلى الأسواق تحت اسم "إفريقيا سبيريت"ثمانية (8)عناوين صادرة عن دار التوزيع و الإنتاج "باديدو". كما أظهرت الفرقة الموسيقية عبرهذا الألبوم، انفتاحا ايقاعيا على موسيقى الساحل الافريقي من حيث النغمات والآلات الموسيقية، لا سيما الموسيقى المنتشرة في مالي وبوركينا فاصو وبرز ذلك جليا من خلال العناوين المقترحة ك"سلماني" و"موساوايو"، وهي مؤلفات خاصة بالفرقة استلهمت من تأثيرات الساحل الإفريقي وإيقاعات بوسا نوفا (وهو نوع موسيقي معروف في البرازيل في نهاية الخمسينيات) وموسيقى الجاز. تميز قائد الفرقة الموسيقية شكيب بوزيدي، في هذا الألبوم، من خلال صوته العذب والدافئ مبرزا في آن واحد تحكمه في العزف على آلة الغومبري والنغوني والبالافون. الفرقة، تستعرض من خلال العنوانين الأوليين مهارتها في التحكم بالآلات الموسيقية، وبرز ذلك عبر أعضاء الفرقة على غراررفيق كتاني على آلة السوسان (غومبري صغير الحجم)، وكذلك أمين هوام الذي أظهر هو الآخر تحكمه في الآلات الإيقاعية التقليدية الإفريقية. وفضلا عن الآلات الموسيقية الإيقاعية والوترية، أضفى إدراج الآلة الموسيقية الوترية نغوني نوعا من التوازن مع آلة الغومبري وهو ما يميزالطبع الذي تؤديه "إفريقيا سبيريت" بنغمات افريقية المستوحى نصها من التراث الروحي لموسيقى الديوان. ويطغى نوع موسيقي آخر في هذا الألبوم، وهي موسيقى الريغي-الافريقية، المتميزة بالايقاعت الخفيفة وتم دمجها في مقاطع ك"بامبرا" و" أفريكا" و"ياه لا يي" والتي أدتها المطربة سو عاليا. كما يظهر شكيب بوزيدي -الذي يعتبروريثا للراحل بن عيسى بحاز"معلم" الديوان وللمسته الخاصة- معرفته في هذا المجال خاصة في "بابا جيلالي" وهو مقطع لموسيقى الديوان التقليدية وكذلك "مارو" التي أداها رفيق كتاني. وتبقى التأليفات الموسيقية متوازنة بين تأثيرات موسيقى الديوان و الطبوع الموسيقى المالية والبوركينابية، التي كان قائد الفرقة الموسيقية قد اكتشفها خلال المهرجان الثاني الإفريقي بالجزائر لينتقل بعدها الى التكوين وتلقي دروس في العزف على الآلات الموسيقية ك"الكورا"، "التاما" و"البالافون"-الذي نادرا ما يمارس في الجزائر- لينتهي بالمزج بين آلات موسيقية أخرى. وباختيارها لإيقاعات ونغمات غير مألوفة، تصبو الفرقة الموسيقية "إفريقيا سبيريت" -التي تكونت في 2009- الى صنع هوية موسيقية خاصة بها باقتراح تأليفات موسيقية جديدة ونصوص تمجد السلام والتضامن الإفريقي ومواصلة الحفاظ على تراث الديوان.