كشف تقرير أعده 'قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة' في جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء عن طبيعة تطورات وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية . وأوضح التقرير ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي مازالت تواصل الزج بمئات الفلسطينيين في سجونها دون محاكمات أو اتهامات واضحة حيث قامت يناير الماضي باعتقال 7 فلسطينيين من مناطق مختلفة في الضفة الغربية بما فيها القدس. وأضافت الجامعة العربية أن هناك 500 معتقل إداري في سجون الاحتلال 30 بالمائة منهم تم تجدد الاعتقال الاداري لهم أكثر من مرة دون أسباب قانونية كما قامت بتمديد اعتقال 62 أسيرا بذريعة استكمال التحقيق. وذكر أنه لا يزال المرضى الأسرى يعانون من تدهور مستمر لحالتهم الصحية بسبب استمرار سياسة الاهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحقهم وتتخذها نهجا لقتل الأسرى بصورة بطيئة في انتهاك صارخ لكافة القوانين والشرائع الدولية للأسرى والمعتقلين. وقال التقرير أن إدارة سجون الاحتلال تماطل في تقديم العلاج اللازم لأي أسير طوال فترة مرضه وفي حال اجراء الفحوصات فانه يتم اجراؤها بشكل بطيء تجبر الأسير في بعض الحالات التنازل عن العلاج بسبب ما يعانيه من انتظار ونقله في سيارات غير مهيئة إلى المستشفى. وبين قطاع فلسطين في تقريره ان الأسرى المرضى يعيشون اوضاعا قاسية في ظل تعرضهم لتجارب طبية فاشلة على ايدي ادارة سجون الاحتلال. وأكدت الجامعة العربية في تقريرها أن هناك أسرى تدهورت صحتهم بشدة بسبب المماطلة في علاجهم واجراء عملية جراحية لهم بالإضافة مشيرة الى أن الأسير المحرر جعفر عوض يرقد في مستشفى بالقدس وهو في وضع صحي خطير للغاية لأن عيادة ادارة السجن أعطته قبل 6 أشهر حقنة أدت الى ضعف في النظر بشكل كبير وإصابته بمرض السكري بالإضافة الى تضخم بالغدة الدرقية والتهاب رئوي حاد وهو حاليا على أجهزة التنفس الاصطناعي. وأضاف التقرير أن الأسير ربيع صبيح يعاني أيضا من مرض خطير في صمامات القلب ووضعه الصحي في تدهور مستمر بعد إعطائه أدوية بالخطأ أدت إلى مضاعفات صحية خطيرة. وأوضح ان الحالة الصحية للأسير محمد العرقان سيئة للغاية بسبب معاناته منذ أكثر من 13 عاما من الآلام في الكبد وذلك بسبب ورم لم يتم استئصاله ولم يقدم له سوى المسكنات مما أدى الى تفاقم المرض. وفيما يتعلق بأوضاع الأسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية أكد قطاع فلسطين بالجامعة العربية انهن يتعرضن إلى ضرب وتعذيب خلال اعتقالهن حيث تعاني الأسيرات من برودة شديدة لرفض ادارة السجن إدخال الأغطية الشتوية لهن مشيرا الى انهن يعيشن مأساة حقيقية بسبب وجود جنائيات في نفس القسم. وأوضح التقرير أن عدد الأسيرات في السجون الاسرائيلية ارتفع الى 22 أسيرة حتى تاريخ نهاية يناير الماضي بينهن 4 قاصرات وان هناك 7 أسيرات من بين 21 أسيرة لهن أشقاء وأزواج وأباء في سجون الاحتلال والتي ترفض مصلحة السجون لهن بالتواصل معهم أو زيارتهم بل وتحتجز الرسائل الموجهة اليهم. وفيما يتعلق بأوضاع الأسرى الأطفال قال التقرير أن الأسير الطفل رامي بركات (17 عاما) تعرض للضرب على رأسه ورقبته من قبل جنود الاحتلال الذين اقتحموا منزله وقيدوا يديه وقدميه على أرضية سيارة عسكرية وداسوا عليه بأقدامهم حتى وصلوا الى مركز التحقيق مضيفا أن الأسير الطفل حمزة شلودي ( 15 عاما ) تعرض للضرب المبرح على ظهرة ووجهه أثناء اعتقاله بواسطة اعقاب البنادق . وأكد التقرير أن الممارسات والانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى الأطفال داخل السجون الاسرائيلية مخالفة لجميع القوانين الدولية حيث يتم منع أهاليهم من مرافقتهم اثناء التحقيق وحرمانهم من الحق في استشارة محام قبل بدء التحقيق معهم والحرمان من النوم لساعات طويلة بالإضافة إلى إجبارهم على التوقيع على إفادتهم باللغة العبرية دون أن يتأكدوا من مطابقة ما كتب فيها مع أقوالهم. وأشار إلى أن من أشد الانتهاكات التي تمارس بحقهم هي الاعتداء الجسدي متمثلا بالضرب العنيف وأحيانا الصعق بالكهرباء في مراكز التحقيق. وبين التقرير احتجاز إسرائيل لأموال الضرائب الفلسطينية والذي تسبب في عجز مالي كبير في الموازنة الفلسطينية العامة مما أدى الى عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين وقد انعكس ذلك على الوضع داخل السجون الاسرائيلية فلم تستطع هيئة الأسرى ان تدفع أموال الكانتين للأسرى في شهر يناير الماضي والبالغ 2 مليون شيقل مشيرا إلى ان هناك 7000 أسير يعتمدون في مصاريفهم على ما تدفعه السلطة الفلسطينية بمعدل 400 شيقل لكل أسير لكي يقوم الأسير بشراء احتياجاته الغذائية والشخصية التي لا توفرها ادارة السجن.