أبدت الوفود المشاركة في الحوار الماليبالجزائر الذي توج يوم الخميس في جولته الخامسة بالتوقيع على إعلان الأطراف المشاركة في مسار الجزائر عن ارتياحها لسير المفاوضات، مبرزة تفاؤلا بالتوصل إلى حل شامل للازمة شمال المالي. وفي هذا المنحى عبر رئيس تنسيقية حركات الأزواد الموقعة على إعلان الجزائر في 9 يونيو 2014 بلال آغ شريف في تصريح ل"واج" أن الحوار يجري في مناخ ايجابي تسوده الثقة بين الأطراف، معتبرا الوثيقة الموقع عليها اليوم بالجزائر من شأنها "إعطاء المدنيين فرصة للعيش بكرامة ودون أن يتعرض لهم أي طرف" كما أنها تسير باتجاه تهيئة الظروف وإعطاء فرصة للمفاوضات. وأكد آغ شريف انه في حالة ما إذا تم احترام الوثيقة من قبل الأطراف "وهو ما نرجوه ستعطي فرصة لمفاوضات تنطلق في مناخ أفضل وترفع مستوى الثقة بين الأطراف". محمد المولود رمضان عضو في تنسيقية الحركات الازوادية من جهته وصف الوثيقة ب"المهمة جدا" معربا عن أمله في أن تكون الجولة الخامسة للحوار المالي الجولة الأخيرة ل"يتم التوصل إلى تفاق مهم بيننا وبين الحكومة المالية" كما قال. "لقد أتينا بنية حسنة لهذا الحوار ونتوقع أن يتوج باتفاق شامل لوقف النار" كما أضاف السيد رمضان. أما محمد ولد مساد عضو بالأرضية فقد أكد على ضرورة احترام الاتفاق ومراقبته من قبل المونيسما والوساطة، مؤكدا على أهمية التوصل إلى هذا الاتفاق خاصة في ظل الوضع المتوتر الذي يسود شمال مالي وما كانت لتؤول إليه الأوضاع هناك دونه. هارونا توري رئيس وفد الحركات الموقعة على أرضية الجزائر في 14 يونيو 2014 دعا أيضا من جانبه إلى ضرورة مراقبة بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما" لوقف إطلاق النار، مشددا على أهمية تحديد المسؤوليات في حالة اختراقه من قبل أي طرف وعدم التهاون في فرض عقوبات. من جانبه، اعتبر اغبري عبيدين ولد محمد الأمين العام المساعد للحركة العربية الازوادية الموقعة لأرضية الجزائر أن "اتفاق اليوم جاء لتثبيت وقف إطلاق النار الموقع الصيف الماضي وتقويته"، معتبرا إياه بمثابة المدخل الرئيسي لأي حوار بين الأشقاء. وأبدى السيد عبيدين تفاؤلا بشان مستقبل الاتفاق وقال أن "تفاؤلنا لم يأت من فراغ لان الوساطة الدولية في عجلة من أمرها لإيجاد حل مرض لجميع الأطراف في شمال مالي، وهذا ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوساطة "الجزائر" إلى جميع الأطراف مصرة من اجل حل شامل في شمال مالي . وبالمناسبة وصف السيد عبيدين الوساطة الجزائرية بالوساطة "الحكيمة والنزيهة"، مضيفا أن "كل أسباب النجاح تبدو لنا بيد الجزائر لأنها دولة محورية ودولة جوار لمالي ودولة ملمة بجميع حيثيات الملف إلى جانب أننا لمسنا الصدق من كل الذين يقفون مع الجزائركالأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ودول الجوار بصفة عامة. و تم اليوم الخميس بالجزائر العاصمة التوقيع على إعلان الأطراف المشاركة في مسار الجزائر من قبل مختلف الأطراف المالية تحت إشراف الوساطة الدولية للحوار المالي بقيادة الجزائر. و اكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الذي ترأس مراسم التوقيع إلى جانب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة ورئيس "مينوسما" الحامدي المونجي أن الإعلان يرمي إلى "تحسين المناخ العام الذي يطبع هذا المسار وإعطائه دفعا جديدا من حيث الثقة و تعزيز وقف إطلاق النار في الميدان". يشار إلى أن المفاوضات بين مختلف الأطراف المالية قد انطلقت خلال شهر يوليو 2014، حيث التزمت هذه الأطراف بالتوصل إلى اتفاق سلام طبقا لخارطة الطريق الموقعة خلال الجولة الأولى.