يعيد التاريخ نفسه في منافسة رابطة الابطال الاوربية لكرة القدم بين نادي بورتو البرتغالي وبايرن ميونيخ الالماني فبعدما التقيا في نهائي 1987، كان بطله النجم الجزائري رابح ماجر الذي قاد "الدراغاو" للتتويج، هاهي القرعة الخاصة بالدور ثمن النهائي التي جرت اليوم الجمعة توقعهما وجها لوجه، وهذه المرة مع الجزائري الآخر ياسين ابراهيمي. وبالعودة الى نهائي موسم 1986- 1987، فقد كان "التنين" البرتغالي متأخرا في النتيجة امام النادي البافاري، الذي كان يمثل المانيا الغربية آنذاك، بهدف من كوغل في الدقيقة 24. غير ان الموهبة الجزائرية المتمثلة في المهاجم رابح ماجر تمكن من تعديل النتيجة في د 77 بلمسة سحرية بقيت بصماتها خالدة الى اليوم واصبحت "علامة مسجلة" باسمه وعلى طريقة الكبار يضعها بالعقب في شباك الحارس العملاق البلجيكي جون ماري بفاف الذي ذهل للمشهد "السينمائي". وكللت مجهودات الجزائري بعدها بدقيقتين بهدف ثان احرزه البديل جواري بعد تمريرة دقيقة من خريج مدرسة نصر حسين داي، ليحمل اول لاعب جزائري وافريقي وعربي اللقب القاري الاقوى في القارة العجوز امام اقوى الاندية الالمانية بل الاوربية والعالمية ايضا. وهذه المرة شاءت الصدف ان تضع الناديين وجها لوجه، بعد 28 سنة لم يلتقيا في ادوار متقدمة، وهذه المرة في الدور ربع النهائي. وهذه المرة ايضا يتقمص الوان النادي الازرق، الاكثر تتويجا في البرتغالي، النجم الجزائري الجديد ياسين ابراهيمي وبنفس الرقم الذي كان يضعه ماجر وهو رقم 8. إلا ان المعطيات تغيرت بالمقارنة مع سنة 1987 حيث بات النادي البافاري اليوم من اقوى التشكيلات الاوروبية، لا سيما وانه يشكل نواة المنتخب الالماني الاول المتوج حديثا بمونديال-2014 بالبرازيل. بينما يختلف مستوى نادي بورتو في الاعوام الاخيرة على الساحة القارية مقارنة عما كان يقدمه عليه زملاء رابح ماجر تحت لواء المدرب الحالي لمولودية الجزائر ارتور جورج. صحيح ان بورتو حاليا اصبح يحقق انتصارات جيدة في اوروبا، لكن التقنيين يرون انه سوف لن يصمد كثيرا امام "الماكينات" الالمانية التي يقودها المدرب الشاب والمحنك الاسباني بيب قوارد يولا. ويتكهنون ايضا ان رفقاء براهيمي سيجدون صعوبات جمة في صناعة اللعب دون ان يستبعدوا عنصر المفاجأة لاسيما من "الاسمر" الجزائري الذي سبق له وانه كان سما قاتلا للدفاع الالماني في ثمن نهائي مونديال 2014. والسؤال المطروح هل سيراوغ ويبدع براهيمي ويطيح بالحارس العملاق مانويل نوير كما فعل ماجر بالحارس بفاف . وهل سيضطر نوير مرة اخرى للخروج من منطقته كما فعلها في المونديال امام الخضر لانقاذ البايرن من الهجمات الخاطفة لابن مدينة المنيعة. كل هذه الاسئلة ستجيب عنها تواريخ 14 - 15 ابريل 2015 و 21 - 22 ابريل2015 (ذهابا و ايابا).