قرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال مبعوثه الخاص لمنطقة البحيرات العظمى، سعيد جنيت، إلى بوروندي للوقوف على التطورات الأمنية الخطيرة التي تشهدتها البلاد منذ إعلان الرئيس الحالي ترشحه لعهدة رئاسية ثالثة. وأوفد كي مون جنيت إلى بوجمبورا لإجراء مشاورات مع الرئيس بيير نكورونزيزا والحكومة وقادة الأحزاب السياسية حول الوضع الخطير الذي آلت إليه الاحتجاجات "السلمية" التي تقودها المعارضة ضد ترشح الرئيس لعهدة ثالثة والتي تحولت إلى أعمال عنف واشتباكات مع رجال الأمن خلفت عددا من الضحايا. وناشد الأمين العام شعب بوروندي "الحفاظ على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس" في مسار السلام والديمقراطية داعيا السلطات البوروندية إلى إجراء تحقيق فوري في الوفيات التي وقعت خلال المظاهرات الأخيرة وتقديم المسؤولين عنها للعدالة وكذا احترام حقوق الإنسان بما في ذلك حرية التجمع وتكوين الاحزاب والتعبير. وتسببت الإشتباكات المتواصلة منذ الأحد الماضي بين الشرطة والمتظاهرين في مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر مما يرفع حصيلة الضحايا منذ بداية الاحتجاجات قبل أسبوعين إلى حوالي 20 قتيلا. وتعيش بوروندي حالة من الاحتقان الشديد وتحوم المخاوف حاليا من انزلاق الأوضاع الأمنية في البلاد قبل شهرين من موعد الانتخابات مع إصرار المعارضة السياسية على مواصلة احتجاجاتها ضد نكورونزيزا متحدية قرار منع التظاهر. وتعتبر قوى المعارضة ترشح الرئيس المنتهية ولايته ب"غير الدستوري والمخالف لإتفاقات "أروشا"" التي مهدت الطريق لإنتهاء الحرب الأهلية البوروندية التي وقعت بين 1993 و2006 والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف شخص. ويعد اتفاق "أروشا" للسلام والمصالحة في بوروندي يعد معيارا "فوق دستوري" يحرص على ضمان المصالحة الوطنية وينص على أنه "لا أحد بإمكانه أن يمارس الحكم لأكثر من فترتين رئاسيتين". وينص دستور بوروندي أيضا على أن الرئيس لا يتولى الحكم لأكثر من فترتين رئاسيتين الا أن أعضاء الحزب الحاكم يؤكدون أنه مؤهل لولاية أخرى بالنظر إلى أنه انتخب في فترة ولايته الأولى من قبل المشرعين. وكان حزب "المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية" الحاكم في بوروندي قد رشح مطلع الأسبوع الجاري الرئيس نكورونزيزا لخوض سباق الانتخابات المقبلة تمكنه من الاستمرار في الحكم لتولي عهدة ثالثة من خمس سنوات. وأكد نكورونزيزا من جهته أن لا أحد سيوقف حزب المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية محذرا من أن أي شخص يريد إثارة مشكلات مع الحزب الحاكم الذي انتخبه الشعب "سيواجه مشكلة".