تمارس الرياضة القتالية, فوفينام فيات فوداو في الجزائر على نطاق واسع خاصة بجهات شرق العاصمة واستطاعت لحد الان في استقطاب عدد كبير من الشباب والاطفال حيث وجدوا الطريق معبدة للانخراط في شتى الاندية تحت إشراف أطقم فنية مؤهلة. ولعل أهم ميزة جعلت هذا الفن القتالي ينتشر في اوساط الشباب ويحتل مكانة مرموقة على الصعيد المحلي والدولي, حسن تنظيم الاندية وكفاءة المدربين و التقنيين والتنسيق المحكم بينها وبين مسؤولي الاتحادية الجزائرية للفنون القتالية, فلا مجال للعشوائية او الاعتباطية. والملاحظ ان هذه الرياضة النابعة من التراث التقليدي الفيتنامي ( نقيان لوك - 1938), أضحت تساهم بقسط كبير في تحصين عدد لايستهان به من الشباب من الآفات الاجتماعية وتلقينه مبادئ التربية السوية وتكوينه روحيا وتقنيا قبل إعداده لخوض المنافسات الوطنية والدولية. وقال الاستاذ والاب الروحي للفوفينام فيات فوداو في الجزائر (تأسس في 2001) محمد جواج في تصريح ل"واج", أن هذه الرياضة التي تحمل شعار " كن قويا لتكن نافعا" تروم "إصلاح النشء وتكوين الرجل الحقيقي القوي من الناحية الروحية والجسدية لمجابهة تحديات ومعوقات الحياة", مشيرا الى ان قاعدتها هي السرعة القصوى, القوة, المقاومة والدقة. وأضاف رئيس الكونفديرالية الافريقية للفوفينام فيات فوداو, ان هذا الاختصاص "منهجه تربوي قبل أن يكون مهارات فنية يكتسب من خلالها الرياضي مجموعة من القيم والمبادئ السليمة تؤهله لان يكون فردا صالحا في المجتمع, قبل الشروع في تحضيره للمنافسات الوطنية والدولية لتمثيل الجزائر" التي ستستضيف من 30 يوليو الى 1 اغسطس بطولة العالم للاختصاص بمشاركة 249 رياضي من 18 بلدا. وتعتمد هذه الرياضة -التي هي ثمرة كفاح الشعب الفيتنامي طيلة تاريخه النضالي من اجل تحديد وحماية هويته- على تقنيات وقواعد كغيرها من الفنون الاسيوية وتتركز كلها على العمل الجماعي المتقن, كما أنها تتميز بقواعد وبنى فلسفية عميقة ومهارات فنية وخيالية متنوعة. رياضة متكاملة و21 ضربة مقصية ويوظف المصارعون خلال المنازلات الارجل والايدي كالكاراتي وتقنيات الموي تاي كالمرفق والركبة, اضافة الى تقنيات المصارعة والجيدو, كالمسك والارتكاز والرمي والدفاع ومن الكونغ فو ووشو (الخفة والشدة) ومن الايكيدو (مبدأ التعامل مع الخصم) والجمباز (الرشاقة). وذكر مدرب المنتخب الوطني , لوناس كمال, أن أول ما يبدأ التعامل به " قبل شروع المصارع في خوض المنازلات هو تعليمه وتوجيهه في كيفية اكتساب الصحة البدنية والعقلية المثالية والتربية الصحيحة, تليها بعد ذلك مرحلة التكوين والتحضير لمختلف المواعيد الرياضية." ومن بين خصوصيات الفوفينام فيات فوداو, التي تسمح بالتحكم الجيد في الجسم هي الضربات المقصية بالارجل في الهواء وقد استعملها ( الضربات) قديما المحاربون الفيتناميون لاسقاط العدو من ظهور الخيل عن طريق القفز في السماء والهجوم على الخصم وهي الرياضة الوحيدة التي توجد فيها 21 ضربة مقصية. كما تستعمل اثناء النزال, الاسلحة التقليدية, مثل السيوف بانواعها, العصا, الخنجر, المسطرة .. الفوفينام "قدوة" في التنظيم لجميع الرياضات و"مفخرة" الجزائر يحوز الفوفينام الذي لم يؤسس بعد فديراليته على سمعة كبيرة في الجزائر, إذ أن جميع التقنيين والعارفين بشأن الفنون القتالية, يعترفون انه "قدوة" لباقي الفديراليات بالنظر الى التفاهم السائد بين التقنيين والمؤطرين والعمل المنجز الى حد الان, سواء تعلق الامر بالنتائج او استقطاب المنخرطين. وأكد هؤلاء, ان هذا الاختصاص, يعد "مفخرة" للجزائر ومستواه التقني "جيد و يتحسن من سنة لأخرى", نظرا للمتابعة التي يحظى بها الرياضيون وكذا الصرامة و الانضباط المتبعان من طرف المؤطرين منذ مدة حيث لم يحيدوا عنهما قيد أنملة. وكان سفير جمهورية الفيتنام الاشتراكية السابق بالجزائر, دو تروغ كيونغ, قد اكد ان بلده استطاع ان ''يكون 9000 مصارع جزائري يمارسون الفوفينام فيات فوداو وذلك بارسال خبراء واساتذة لتكوين المدربين والرياضيين في الجزائر وهو ما يثبت ان هذه الرياضة حققت نجاحا في بلدكم''. وجدير ذكره, أنه غالبا ما تبسط الاندية التي تقع شرق ولاية الجزائر سيطرتها على هذا الاختصاص وأضحت تتصدر البطولات والدورات الوطنية على غرار اندية بوروبة, نجم الشراربة , الكاليتوس و خميس الخشنة. واصبح الفوفينام فيات فوداو متواجدا حاليا على مستوى 13 دولة افريقية و في عدد كبير من الدول الاوروبية مثل بلجيكا, فرنسا و ايطاليا وكذا في الولاياتالمتحدةالامريكية. وتحصي هذه الرياضة في الجزائر حوالي 12.000 منخرط يمثلون 180 نادي. (بقلم مولاي احمد نورالدين )