يحيي الديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار غدا الثلاثاء بولاية باتنة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي سيحمل هذه السنة شعار "محو الأمية و المجتمعات المستدامة"، حسب ما أفادت به ذات الهيئة اليوم الإثنين في بيان لها. و أوضح ذات المصدر بأن إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية --الذي ستحتضنه دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بولاية باتنة تحت رعاية وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط--انبثق عن المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة. فخلال هذا المؤتمر ال14 الذي كان قد انعقد شهر نوفمبر 1965، تمت دعوة الدول الأعضاء التي لا تزال نسبة الأمية فيها مرتفعة، إلى اتخاذ الإجراءات و التدابير المناسبة لمحو أمية الكبار في إطار خطط التنمية الاقتصادية لكل دولة و إنشاء الأجهزة الإدارية و التقنية اللازمة من خلال "جعل عملية محو الأمية تتصدر مشروعات التنمية في دول العالم قاطبة". و يأتي اختيار المنظمة الأممية لشعار "محو الأمة و المجتمعات المستدامة" من منطلق أن "مهارات القراءة و الكتابة تعد شرطا أساسيا لاكتساب مجموعة واسعة من المعارف و الاتجاهات و القيم اللازمة لإنشاء مجتمعات مستدامة". و علاوة على ذلك، يستوجب التقدم في مجال التنمية المستدامة النهوض بمحو الأمية و ضمان بيئات متعلمة. و تشير إحصائيات المنظمة الأممية إلى تراجع نسبة الأمية في العالم إلى 17 بالمائة و ذلك بفضل الجهود المبذولة على الصعيد الدولي و الأهداف الإنمائية حيث أصبح بإمكان ما يقارب 83 بالمائة من سكان العالم القراءة و الكتابة مقابل 76 بالمائة عام 1990. غير أن هذا الإنخفاض يظل "غير كافيا" حيث "تخفي هذه الأرقام وراءها أوجه تفاوت خطيرة" بالنظر إلى أن النساء لا تزال تشكل ثلثي الكبار الأميين في العالم البالغ عددهم إجمالا 775 مليون نسمة كما تمثل الفتيات الغالبية العظمى من الأطفال و المراهقين الذين لم يلتحقوا بالمدارس. أما بالنسبة للجزائر، فيتميز الوضع بدخول الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية عامها التاسع حيز التنفيذ، فبعد ثمانية سنوات من تنفيذ البرنامج الوطني لمحو الأمية سجل انخفاض لنسبة الأمية حسب آخر إحصاء للسكان و المساكن ب 3ر22 بالمائة. كما تم أيضا تحقيق نسبة تمدرس تفوق 98 بالمائة "بفضل جهود الدولة لسد منابع الأمية و توفيرها للاحتياطات الوقائية في مجال مكافحة التسربات المدرسية المبكرة و التي تعد السبب الرئيسي لتفشي الأمية". و حسب تقديرات الديوان، فقد انخفضت نسبة الأمية إلى 77ر14 بالمائة مقارنة مع سنة 2008 التي كانت تقدر فيها ب 3ر22 بالمائة. لكن و على الرغم من هذه الحصيلة "الإيجابية" فإن وجود أزيد من أربعة ملايين أمي في الجزائر أغلبهم نساء "يفرض تظافر المزيد من الجهود" من طرف الجهات الرسمية أو المجتمع المدني و على رأسه الجمعيات الفاعلة في ميدان محو الأمية و التي يبلغ عددها سبع جمعيات وطنية و ما يفوق 600 جمعية محلية.