صفق الجمهور الغفير بحرارة لمسرحية "الخليفة" من إنتاج المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح لبجاية و ذلك خلال عرضها الشرفي بالمسرح الجهوي لقسنطينة. و غاصت هذه المسرحية التي ترجمتها إلى العربية الدارجة نجاة طبور و أخرجتها إلزا حمنان بالجمهور في مفاهيم الحرية و استراتيجيات المصالح و إغراءات و جاذبية السلطة و ذلك من خلال عرض مثير و ممثلين ملأوا الركح سهرة أمس الخميس. و يفتتح الستار على آل تير ملك محبوب و مكروه في نفس الوقت يفتح النقاش حول خلافته تثير شهية أتباعه و معارضيه و السباق اللامتناهي على السلطة. و يتعرف الملك على راغبين في اعتلاء العرش و هم يبرزون مواهبهم السياسية الاستثنائية و نظرتهم حول مملكة تنعم في الرخاء. و من خلال حركات و أفعال و كلمات و وضعيات وسط ديكور متحرك لقصر ثم في شارع يبرز الشقيقان قيس و آدم من بين الأنسب لتولي العرش. فقيس يميل إلى طاعة و إرضاء والدته التي تخاف على فقدان المزايا التي تتمتع بها بينما آدم المهمش رغم أنه يصلح للقيادة لديه "أفكار غريبة" عن الحرية و الديمقراطية. و لما يحتدم النقاش و يصل إلى ذروته يظهر آل تير أمسية الكرنفال حيث يسمح للشعب ليبوح بأفكاره و يفاجأ بأن آدم هو ابنه المخفي. و يتغير السياق بسرعة و يدخل الذين يرون بأن حماية استقرار المملكة أمر أساسي و جوهري و آدم المترد و شعب يعتقد أن النبلاء لا يمكنهم خوض ثورة و أولئك الذين يشكون في أن تتحقق الحرية في مملكة محطمة و يبعث النقاش على وقع الرقص و الغناء. و يسدل الستار على نهاية مفتوحة حيث أن بين ظل وضور يظهر ممثلون يرتدون أقنعة و هم يسألون الجمهور عمن يصبح الخليفة. و عقب العرض صرحت ل"وأج" إلزا حمنان و هي ايضا كاتبة نص المسرحية أن المسرحية قدمت "موضوعا عالميا" من خلال عرض "يجعل المشاهد يتعرف على فترات و عهود مختلفة و يكون هو بنفسه رأيه الخاص". للإشارة فإن هذه مسرحية "الخليفة'' التي تندرج ضمن النشاطات التي برمجها قسم المسرح لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" سيتواصل عرضها في الأيام المقبلة بعديد ولايات البلاد.