توصل المشاركون في الإجتماع الثالث للجنة التقنية المعنية بالأمن في منطقة شمال مالي إلى إتفاق مشترك على "نظام عملياتي" خاص بمواقع التمركز في مناطق شمال البلاد و كذا حول "المفاهيم المرجعية" الخاصة "بالآلية العملياتية للتنسيق" المعنية بتنظيم الدوريات المختلطة في ذات المناطق, كما أفاد بيان للبعثة الأممية (مينوسما). وتم خلال الإجتماع الذي سادته "أجواء إيجابية" حيث أبدت الأطراف إرادة قوية لتحقيق تقدم في مسار السلم بالبلاد, الموافقة على "نظام عملياتي خاص بمواقع التمركز" و التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن الأدوار الخاصة بالفاعلين المنخرطين في مسار التمركز و ذلك بموجب بنود إتفاق السلم و المصالحة الوطنية في مالي المتمخض عن مسار الجزائر للحوار. و جاء هذا خلال الإجتماع الثالث للجنة التقنية للأمن الذي انعقد أمس الجمعة بباماكو, تحت رئاسة قائد قوات "المينوسما" الجنرال ميشال لوليسغارد بحضور كل أعضاء اللجنة. و لاحظ المشاركون في الاجتماع تحسن الوضع الميداني خلال الأسبوع الماضي, مشيرين في نفس السياق إلى "إستقرار الوضع في منطقة أنفيس" التي شهدت مواجهات بين حركات مسلحة موقعة على إتفاق السلم و المصالحة الوطنية في مالي. و تم الاعلان بالمناسبة عن استعداد تنسيقية الحركات الأزوادية لتقديم قريبا قائمة تشمل ستة مواقع للتمركز, سيتم تسليمها للجنة التقنية الأمنية. وكانت الحركات المنضوية تحت "أرضية الجزائر للتفاهم" قد قدمت قائمة تضم ستة مواقع لذات اللجنة خلال الإجتماع المنعقد في 17 سبتمبر المنصرم, بينما تم الشروع في عملية إعتماد هذه المواقع بتاريخ 28 سبتمبر الماضي. كما إتفق المشاركون خلال الإجتماع على "المفاهيم المرجعية" الخاصة "بالآلية العملياتية للتنسيق" بما سيسمح بإنشاء هذا الجهاز المكلف بتنظيم الدوريات المختلطة بين "الأرضية" و "التنسيقية" والقوات المسلحة المالية. وبهذا الخصوص, شددت اللجنة على ضرورة تجسيد الدوريات المختلطة بشكل سريع لكونها "إجراء أمنيا مهما ووسيلة جيدة لتعزيز الثقة بين الأطراف". وعليه, سيتم عقد إجتماع للآلية العملياتية للتنسيق بمدينة "غاو" شمال مالي في الثامن من شهر اكتوبر الجاري لبحث كيفية إجراء أولى الدوريات المختلطة. كما أوضح أعضاء اللجنة أنه في بعض المناطق مثل تمبوكتو تعود أسباب التوتر إلى "النشاط الإجرامي", مشددين على ضرورة تفعيل الدوريات الأمنية المختلطة.