أكد مسؤولون بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري يوم الأحد بالجزائر على أهمية الاستغلال الأمثل للثروة الغابية بإقامة مشاريع استثمارية تعزز مداخيل الأسر الجزائرية وتسهم في دعم الاقتصاد الوطني. و أوضح مدير الدراسات مكلف بالقانون والاعلام والتعاون الدولي بالمديرية العامة للغابات عبد الفتاح عبد المالك أن القطاع بحاجة إلى العودة للاستثمار في "الكنز الاخضر" بعد تراجع أسعار المحروقات وبالنظر للثروة الغابية المعتبرة التي تزخر بها الجزائر. و بلغت مساحة الثروة الغابية للجزائر إلى غاية 2015 قرابة 2ر4 مليون هكتار. وتندرج عمليات التشجير ضمن أولويات المخطط الخماسي 2015 و2019 حيث ستتواصل للحفاظ على الأراضي الفلاحية التي من شأنها أن تعطي "انتاجية أكبر واستيراد أقل" يضيف مدير الدراسات. وقال السيد عبد المالك على هامش الاجتماع التحضيري للمخطط التحسيسي حول الثروة الغابية فيمكن لهذه الثروة أن تشكل مصدرا هاما لدعم مداخيل الاسر الجزائرية من خلال توجيه الشباب عبر وزارة التعليم والتكوين المهنيين والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب نحو الاستثمار في الثروة الغابية. ويتم مرافقة هؤلاء الشباب وفق دفتر شروط محدد لانتاج مواد التجميل والمنتجات العطرية الغذائية وغير الغذائية والاعشاب الطبية وتحويل ورق بالاضافة الى الاعتماد عليهم في دعم الصناعة الصيدلانية في البلاد. وأضاف "خلال الثمانينات قمنا بزراعة مساحات هامة من عدة أنواع من الاشجار على غرار الكاليتوس والفستق واكليل الجبل بعدة ولايات منها تيزي وزو والقالة ومستغانم وأنشأنا مصانع خاصة لانتاج عجينة الورق ومواد التجميل لكن في التسعينات توقفت هذه الاستثمارات". وستشرع المديرية العامة للغابات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية في تنفيذ المخطط التحسيسي المبرمج بمناسبة اليوم الوطني للشجرة تحت عنوان "الشجرة: استثمار المستقبل" ابتداءا من 25 اكتوبر الجاري وإلى غاية 21 مارس المقبل حيث ستعطى اشارة الانطلاقة بولاية سيدي بلعباس. كما ستنظم ذات الهيئة تظارهة تحسيسية بين 24 أكتوبر و07 نوفمبر المقبل عبر التراب الوطني للتعريف بأهمية الشجرة في حياة الانسان بالاعتماد على وسائل الاعلام والمؤسسات التربوية وجمعيات المجتمع المدني والمؤسسات من عدة قطاعات. و يهدف هذا المخطط إلى التعريف بالاهمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للثروة الغابية عموما والشجرة على وجه الخصوص وتشجيع المواطنين على المساهمة في تنويع وتوسيع كثافة الثروة حيث تعتزم المديرية القيام بحملة تشجير واسعة عشية 1 نوفمبر المقبل احتفالا بالذكرى ال 61 لاندلاع الثورة التحريرية. و من جهة أخرى أكدت مديرة استصلاح الأراضي ومكافحة التصحر لدى المديرية العامة للغابات غازي زهرة أن حملة حماية الغابات والنباتات ومكافحة الحرائق للسنة الجارية حققت نتائج " جد ايجابية". و أفادت ذات المسؤولة أن البرنامج المسطر منذ شهر ماي الماضي والى غاية أواخر اكتوبر الجاري ساهم في تخفيض مستوى الحرائق والتي سجلت حالات ضئيلة جدا تم على اثرها تسطير برنامج آخر لاعادة تهيئة المساحات المتضررة سيتم الشروع فيه بعد مدة سنة كاملة في حال لم تجدد الثروة الغابية نفسها تلقائيا. وسيتم إصدار التقرير النهائي لحصيلة مكافحة حرائق الغابات خلال السنة الجارية في نوفمبر المقبل. يذكر انه صودق على المخطط الوطني للتشجير من طرف مجلس الحكومة سنة 1999 وشرع في تطبيقه سنة 2000. ويهدف هذا المخطط الى توسيع المساحات الغابية وحماية السدود من التوحل ومكافحة الانجراف وحماية الثروة الحيوانية المتمركزة بالمناطق الغابية. وتم إلى غاية 2015 تشجير أزيد من 760 الف هكتار في إطار ذات لمخطط بنسبة تعادل 65 في المائة من البرنامج الممتد الى غاية 2020.