من المقرر أن ينطلق في وقت لاحق يوم الثلاثاء بالعاصمة الرياض اجتماع للمعارضة "السورية المعتدلة" في مسعى للخروج بموقف موحد قبل مفاوضات محتملة مع الحكومة السورية بهدف التوصل إلى حل سلمي للصراع الجاري بسوريا. وتنطلق اليوم مباحثات تمهيدية بين الفصائل السورية المعارضة تمهيدا لمحادثات فعلية مرتقبة ابتداء من غد الأربعاء حسبما قالت مصادر المعارضة لقناة "بي بي سي". وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أن " المملكة السعودية " وجهت الدعوة لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية في العاصمة الرياض في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر" الجاري. وتحدثت تقاريراعلامية محلية أن السعودية دعت حوالي 65 شخصية معارضة من الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق وشخصيات مستقلة لحضور الاجتماع الذي يهدف إلى توحيد صفوف المعارضة وتشكيل وفد موحد لحضور مفاوضات مرتقبة مع الحكومة السورية يؤمل ان تفضي إلى إطلاق عملية سياسية تقود إلى انتخابات عامة خلال عامين. ويأتي الاجتماع تلبية لطلب من المجموعة الدولية لدعم سوريا التي اجتمعت في 14 نوفمبر الماضي في فيينا وطلبت في بيان "حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية وذلك للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان (جنيف1 ) 2012" حسب المصدر السعودي. وكانت هذه الدول ومن بينها الولاياتالمتحدة وروسيا قد توصلت خلال اجتماع فيينا إلى اتفاق على تشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا في سوريا. اتصال هاتفي بين كيري وولي العهد السعودي قبيل اجتماع المعارضة السورية بالرياض وتلقى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الامريكي جون كيري تناول "تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط" قبيل اجتماع للمعارضة السورية المعتدلة بالرياض. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن "الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري". وتابعت انه جرى خلال الاتصال "استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود تجاهها". ويأتي اتصال كيري قبيل اجتماع للمعارضة السورية بالسعودية . وفي عددها اليوم ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية لدى تطرقها إلى اجتماع الرياض أن "مسؤولين أمريكيين نصحوا الجماعات المعارضة بتبني لغة خلاقة عندما تجري مناقشة مصير الرئيس بشار الأسد , وأن واشنطن ولندن أبدتا مرونة إزاء هذه القضية حيث ألمحت إلى أن الرئيس يمكن أن يبقى في السلطة لفترة انتقالية غير محددة". وأفادت التقارير بأن المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا مايكل راتني , عبر عن هذا الموقف في المحادثات مع زعماء المعارضة في اسطنبول يوم الجمعة الماضي لكن هذا الأمرمازال مثار جدل كبير. ولفتت الصحيفة إلى أن الجهود الدولية لحل الأزمة السورية أحرزت خطوة مهمة للأمام في اجتماعات في التي جرت في أكتوبر الماضي . من ناحية أخري, قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة خالد خوجة إن "الهدف من المؤتمرالخروج بوثيقة مشتركة حول المرحلة الانتقالية وتوحيد موقف المعارضة". وأضاف خوجة في تصريحات لصحيفة (عكاظ) السعودية أن الائتلاف "قام بعدة اتصالات مع المعارضة السياسية والعسكرية للخروج بوثائق مشتركة بين كافة القوى الفاعلة حول المرحلة الانتقالية, بالإضافة إلى الوثائق الأخرى مثل مؤتمر (القاهرة 2) والوثائق المشتركة مع القوى العسكرية الفاعلة على الأرض". وتابع أن "كل هذه الوثائق بلورت رؤية الفصائل, وفي الرياض سيكون هناك رؤية تجمع كل هذه الوثائق المشتركة حول (ماذا يريد السوريون من المرحلة الانتقالية)".