يشارك آلاف المواطنين من بشار وسياح وطنيين في احتفالات كبرى بالمولد النبوي الشريف التي تقام سنويا ببني عباس (بشار) حيث تقام هناك حفلات دينية ونشاطات ثقافية ورياضية بهذه المناسبة الدينية العزيزة على قلوب المسلمين كافة. "وتحقق هذه التظاهرة التقليدية انتشارا من سنة إلى أخرى حيث يتقاطر على المنطقة مئات السياح الوطنيين من مختلف الولايات من أجل أن يعيشوا هذا الحدث الديني الخاص بالمولد النبوي الشريف مما يبرز صلة الترابط القوية التي تجمع الجزائريين في مثل هذا النوع من المواسم الدينية وكذا عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها للإحتفال بمولد خير البشرية محمد (صلي الله عليه وسلم)" حسب ما أجمع عليه مسؤولو جمعيات محلية تنشط في المجالين الثقافي والسياحي. وتعود الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف ببني عباس (250 كلم جنوب بشار) التي تظل متميزة بعاداتها وتقاليدها المتأصلة إلى عدة قرون حيث تجمع آلاف المواطنين الأوفياء لهذا الموعد السنوي من مناطق الجنوب الغربي ومناطق أخرى من البلاد وذلك بفضل مختلف النشاطات الدينية والثقافية والإجتماعية التي تبادر بها الهيئات العمومية بالمساهمة الفعالة للسكان المحليين الذين يعتبرون أن هذه الإحتفالات تمثل "ارتباطا وثيقا بالعادات والتقاليد الدينية المتوارثة عن الأجداد" حسب ما أشار إليه مسؤولون محليون. وتتميز وقائع هذه الفعاليات الدينية ببني عباس بإقامة عدة حفلات من بينها طلاء بمادة الجير الأبيض مختلف الأضرحة والأماكن ذات الطابع الديني وذلك تكريما للأولياء الصالحين بهذه المنطقة من الجنوب الغربي للوطن على غرار مؤسس المدينة سيدي عثمان غريب فضلا عن حفلات الإنشاد والذكر التي تتواصل على مدار أسبوع كامل على مستوى مساجد المنطقة التي تعرف بجوهرة الصحراء والتي تم ترقيتها مؤخرا إلى مصاف الولايات المنتدبة. وقد افتتحت منذ أمس الثلاثاء فعاليات هذه الإحتفالات التي سطر لها برنامجا ثريا من طرف البلدية والحركة الجمعوية الثقافية المحلية وذلك بتنظيم لقاءات تتمحور حول حياة وأعمال الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) وتنشيط ندوات حول قيم الإسلام بمساهمة أئمة ومختصين محليين في العلوم الإسلامية. وستختتم هذه التظاهرات الإحتفالية بالمولد النبوي الشريف بعادة الفازعة وهو الموعد الذي يشارك فيه مئات من أعضاء فرق "البارود" لمختلف مناطق هذه الولاية المنتدبة ومناطق ولاية بشار وذلك بعد صلاة العصر لهذا الأربعاء عشية إحياء لليلة المولد النبوي الشريف. وكما جرت العادة يستهل هذا الإحتفال بتلاوة سورة الفاتحة من طرف آلاف الحاضرين بهذه المناسبة وذلك على مستوى ساحة الشهداء لبني عباس التي تعرف محليا باسم "مسرية" والتي تم تجديدها مؤخرا بمبلغ 60 مليون دج. وقد ساهم بشكل كبير تطوير شبكة الطرقات وتعزيز منشآت الإستقبال لاسيما مخيم الشباب الذي يتسع ل 400 سرير وكذا التطور الذي عرفته صيغة السياحة لدى السكان في استقبال مئات السياح الوطنيين وعديد الفرق من الشباب والسياح الذين قدموا من مختلف مناطق البلاد. وعلى هامش هذه الإحتفالات الدينية والثقافية تابع الزوار منتصف يوم الأربعاء ببني عباس نصف المارطون الوطني للحماية المدنية الذي ينظم للمرة الأولى بواحة النخيل الكبرى والعريقة التي تشتهر بها بني عباس.