يستعيد سكان الطاسيلي آزجر بولاية إليزي في احتفالهم بالمولد النبوي الشريف احياء عدة تقاليد وعادات متوارثة تحمل الكثير من الدلالات الدينية و الإجتماعية . ومن بين هذه العادات التي لا زال يتمسك بها سكان منطقة آزجر إعداد المرأة التارقية عدة أطباق تقليدية خصيصا لهذه المناسبة الدينية العظيمة التي تقدم في شكل صدقات من بينها طبقي "الكسكسي" و"الفتات" اللذين يعدان بعناية كبيرة وهما من الأطباق الرئيسية التي لا زال يحتفظ بها الطبخ المحلي. وتقوم ربات البيوت بتوزيع هذه الأطباق على مساجد المنطقة عشية إحياء المولد النبوي الشريف بنية الصدقة وتبركا بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي ترمز إلى ميلاد خير الأنام محمد بن عبد الله صلى عليه وسلم. كما تقوم عائلات أخرى بطهى أشهى المأكولات المتنوعة بهذه المناسبة الدينية التي تشكل فرصة لدعوة كافة أفراد العائلة لتناولها جماعيا في أجواء من الفرحة العائلية. وتفضل عائلات أخرى تبادل هذه الوجبات فيما بينها في اشارة لتكريس روح التضامن والتكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع في رمزية وسماحة الدين الإسلامي فضلا على أن المولد النبوي الشريف يعد فرصة أيضا لتبادل الزيارات بين الأهل و الأقارب وصلة الرحم. كما يحتفل أطفال منطقة الطاسيلي آزجر بطريقتهم الخاصة على غرار باقي أقرانهم في ربوع الوطن بارتداء ملابس جديدة وإشعال الشموع وحضور حلقات المدائح الدينية بالمساجد رفقة أوليائهم. هذا وتشهد المساجد بولاية إليزي منذ حلول شهر ربيع الأول من السنة الهجرية إقامة العديد من الأنشطة الدينية المتنوعة ومن بينها تنشيط حلقات مسجدية حول السيرة النبوية العطرة بالإضافة إلى حفلات للمدائح الدينية وذلك احتفاء بمولد خير خلق الله النبي محمد (ص). وتبلغ هذه الإحتفالات الدينية ذروتها سهرة المولد النبوي الشريف والتي تكون مناسبة لتكريم الطلبة الفائزين في مختلف المسابقات الدينية في حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. وفي اليوم الموالي لهذه المناسبة الدينية العظيمة يواصل المشايخ و طلبة المدارس القرآنية حفلات المدائح الدينية قبل أن تختتم سلسلة هذه الإحتفالات الدينية بتلاوة الفاتحة جماعيا و تناول وجبات الغذاء بالمساجد.