نظمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم الخميس بالجزائر العاصمة وقفة تضامنية مع إنتفاضة الاقصى التي إندلعت منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي لنصرة المسجد الاقصى, شددت فيها على ضرورة "توحيد" الصفوف والقيادات سواء الفلسطينية أوالعربية لخلق قوة قادرة على مجابهة التصعيد الاسرائيلي. وعرفت الوقفة التي نظمت بمقر دار الشعب التابعة للإتحاد العام للعمال الجزائريين, تزامنا مع ذكرى المولد النبوي, توافد العشرات من مناضلي الجمعية من مختلف اقطار الوطن إلى جانب مشاركة مسؤولين وقياديين فلسطينيين مقيمين بالجزائر أو من فلسطين الى جانب تنظيمات سياسية وممثلين عن المجتمع الدولي. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة, أكد رئيس الجمعية, السيد عبد الرزاق قسوم, أن هذه الوقفة تندرج في إطار سلسلة النشاطات التي تقوم بها الجمعية طيلة السنوات الماضية لنصرة القضية الفلسطينية "المنسية" مضيفا أن تحرير القدسالمحتلة لن يتأتى إلا بتحقيق التنمية الإقتصادية والعلمية والأخلاقية في المجتمعات الإسلامية والعربية لخلق "قوة عربية قادرة على التصدي للخطر الحقيقي الذي يهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين". بدوره, أثنى سفير دولة فلسطين في الجزائر, السيد لؤي عيسى, في مداخلته, على الهبة الجزائرية المعروفة منذ الأزل اتجاه القضية الفلسطينية مضيفا "إننا في الثورة الفلسطينية تربينا على خطى التجربة الجزائرية التي لازلت تلهمنا. وأكد السفير الفلسطيني على أن أهم ما تحتاج إليه اليوم القضية الفلسطينية هي" توحيد صفوفها وإنهاء الإنقسام الفلسطيني الداخلي الذي لا يخدم إلا الكيان الاسرائيلي "والعمل على وضع برنامج عمل واحد وإستراتيجية سياسة موحدة لإنجاح القضية الفلسطينية . ودعا بالمناسبة جمعية العلماء المسلمين للمشاركة في الدعوة الى ضرورة انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بإعتباره "أداة وحدة وتوحيد وإطارا جامعا لكل الفلسطينيين بغض النظر عن خلفياتهم الفكرية والايديولوجية". وشدد من جهته نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين, عمار طالب, أن "وحدة القيادة الفلسطينية يبقى شرط نجاح أي ثورة", مبرزا أن الجهاد الجزائر قد انتهى بالنصر بفضل إلتئام أبناء شعبه كله تحت مظلة واحدة. وقد شارك من دولة فلسطين الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني عبر "السكايب" حيث خاطب الجموع المشاركة في الوقفة قائلا "إنكم تجددون اليوم دور أجدادكم الذين جاءوا قبل عقود من الزمن إلى القدس يجودون بدمائهم بعد ان هجروا الدنيا وهاجروا الجزائر, الى جانب العديد من المغاربيين, لنصرة المسجد الاقصى والذود عنه". وأبرز ان إحتشاد العشرات من الجزائريين اليوم في هذا المهرجان التضامني إنما يؤكد من جديد للعدو الاسرائيلي أن الاقصى "ليس وحيدا إن الزمان لن يطول بنا حتى تلتحم الامة العربية والاسلامية من جديد تحت راية واحدة للنفور نحو الاقصى لتحريره". أما مدير المسجد الأقصى السيد ,ناجح البكيرات, فقد حذر من جهته من "خطورة المؤامرة" التي تحاك ضد الاقصى والتي تسعى الى تقسيمه من جهة وتغيير تسميته من جهة أخرى مشددا على ضرورة توعية فئة الشباب بهذه المخاطر.