توالت ردود الفعل الداعية إلى ضبط النفس وتفادي تأجيج الأوضاع في المنطقة على خلفية تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل دين شيعي بالمملكة العربية السعودية وما أعقبه من أعمال عنف طالت المقار الدبلوماسية السعودية في إيران. فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الهدوء وضبط النفس وحث كل زعماء المنطقة على العمل من أجل تفادى تفاقم التوترات الطائفية بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 شخصا في السعودية لإدانتهم في قضايا تتعلق بالإرهاب من بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. ومن جهتها أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قلقها إزاء عمليات الإعدام داعيا الحكومة السعودية إلى العمل مع جميع قادة المجتمع لنزع فتيل التوترات التي أعقبتها. وأكدت كتابة الدولة الأمريكية أن إعدام الشيخ الشيعي السعودي نمر النمر - الذي اعتقل على خلفية أحداث وقعت بالمنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية - قد يؤدي إلى تأجيج التوترات الطائفية في وقت وجب فيه الحد منها بشكل عاجل, ودعت الرياض إلى احترام حقوق الإنسان وضمان إجراءات قضائية عادلة للمعارضين السياسيين. وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت أمس السبت عن تنفيذ حكم الإعدام بحق 45 سعوديا ومصريا واحدا وتشاديا واحدا لإدانتهم في قضايا إرهابية في مناطق مختلفة من المملكة مما أثار موجة من الاحتجاجات أمام السفارة السعودية في العاصمة الإيرانيةطهران والقنصلية السعودية في مشهد. وقد ألقى المحتجون زجاجات حارقة على المجمعين الدبلوماسيين مما أدى إلى إندلاع النيران بهما قبل أن تفرقهم قوات الشرطة الإيرانية. وعلى خلفية ذلك تم اعتقال 40 متظاهرا فيما أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا دعت من خلاله المحتجين إلى احترام المباني الدبلوماسية. يذكر أن وزارة الخارجية الإيرانية قد استدعت القائم بالأعمال السعودي لدى طهران وأعربت له عن إدانتها الشديدة لتنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ نمرالنمر. وفي هذا الصدد أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الاعتداءات التي طالت سفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد معتبرا أن فشل إيران في منع هذه الاعتداءات يمثل إخلالا جسيما بالتزاماتها لحماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي. ومن جهتها أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن احتجاجها للسفير الإيراني لديها محمد رضا فياض على خلفية هذه الاعتداءات وما يمثله ذلك من انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية. وبدوره أدان الأردن بشدة حادثة الاقتحام التي تعرض لها مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في طهران واعتبره خرقا فاضحا للقانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن صون وحماية البعثات الدبلوماسية واحترامها. وأكد تضامنه مع المملكة العربية السعودية ووقوفه إلى جانبها في مواجهة التطرف والإرهاب مستنكرا التدخل والتحشيد الايراني ضدها وتصاعده عقب تنفيذ العربية السعودية احكاما قضائية ضد مدانين من مواطنيها. وذكرت عمان بحرمة البعثات الدبلوماسية وضرورة صونها وتوفير الحماية لها التزاما بالقانون الدولي واتفاقية جنيف.