دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي مساء يوم الخميس من تقرت بولاية ورقلة إلى إتاحة الفرص للطاقات الشابة لرفع التحديات الحالية والمستقبلية . وشدد الوزير خلال لقاء جمعه بالمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني في ختام زيارته للمقاطعة الإدارية لتقرت في إطار اليوم الثاني والأخير من زيارته للولاية أنه "يتعين إتاحة الفرص للطاقات الشابة وخريجي الجامعات والمعاهد ومرافقتها ومساعدتها لرفع التحديات الحالية والمستقبلية وأن نبني مستقبلنا بسواعد أبنائنا وبطاقاتهم". وأكد السيد بدوي في هذا الشأن أن إستراتيجية الدولة ترتكز على هؤلاء الشباب وخريجي الجامعات والمعاهد باعتبارهم "الضمانة الأساسية لتحقيق تنمية مستدامة" قائلا في ذات السياق "أننا نصل بهذه الإرادة والعزيمة إلى تحقيق المبتغى". وأشار الوزير في تدخله في هذا اللقاء الذي عقد بالمعهد المتخصص للتكوين المهني الشهيد مرخوفي حسين أن استفادة تقرت من التنظيم الإداري الجديد وتحويلها إلى مقاطعة إدارية سيسمح لها بالإنطلاق بدءا من هذه السنة في ترسيم معالم تنميتها المستقلة. وذكر في هذا الصدد أن الوزارة شرعت في دعم التنمية بالمقاطعات الإدارية المستحدثة من خلال مشاريع ترمي في شقها الأول إلى تنصيب الهياكل الإدارية الجديدة وفي شقها الثاني تحقيق برامج تنموية هامة تعود بالفائدة على كل المقاطعات الإدارية الجديدة من خلال رصد مخصصات مالية ضمن صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية. ولفت وزير الداخلية والجماعات المحلية أن المقاطعة الإدارية لتقرت كانت قد عرفت فراغا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية سواء من حيث التأطير أو المرافقة لمختلف البرامج التنموية مما خلف آثارا سلبية "يتعين علينا اليوم بمعية كل إطارات المقاطعة الإدارية وبمرافقة سلطات ولاية ورقلة تداركه لنضع هذه المقاطعة الإدارية في مستوى طموحات أبناءها" كما قال. "إن الدولة عازمة على تعزيز هذا المسعى (تحقيق برامج تنموية). وسنعمل على وضع مقاربة جديدة حيز التنفيذ لتخصيص جزء من المخططات التنموية لصالح المقاطعات الإدارية التي استحدثت على مستوى الجنوب الكبير" كما أضاف الوزير. وذكر في سياق تدخله أن السياسة التنموية المنتهجة ستسمح لتقرت لتعرف نهضة واسعة النطاق في كل الميادين مؤكدا في نفس الوقت بأن ضمان تنمية هذه المقاطعة الإدارية الناشئة لا يمكن أن يتحقق سوى باستثمارات منتجة واستغلال إقتصادي رشيد لكل ثروات وقدرات المنطقة. و أكد مجددا أن أبناءها سيجدون كل المرافقة والعون اللازمين. كما حث السيد بدوي في ذات السياق على تحفيز الطاقات الإستثمارية المتوفرة للمساهمة في تطوير المنطقة وتنميتها. وكان اللقاء فرصة لطرح بعض الإنشغالات التي كانت من ضمنها توفير مناصب الشغل لفائدة شباب المنطقة وعدم توفر المياه الصالحة للشرب على مستوى بعض أحياء مدينة تقرت و كذا نقص في الأطباء الأخصائيين و في مرافق التسلية والترفيه. ومن بين طلباتهم إنشاء مركز جامعي بالمنطقة و بترقية مطار تقرت إلى مطار دولي. ووصف السيد بدوي هذه الإنشغالات "بالطموحة" داعيا إلى وضع اليد باليد و تضافر جهود الجميع لتحقيقها. وبعد ذلك تفقد الوزير معمل تصنيع الآجر لأحد المستثمرين الخواص بإقليم بلدية تيماسين ويتربع على مساحة 6 هكتارات بطاقة إنتاج تصل إلى 200 ألف طن سنويا ويشغل 120 عاملا حسب البطاقة التقنية للمشروع. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية قد قام خلال هذه الزيارة لولاية ورقلة التي دامت يومين بتدشين وتفقد مشاريع ومصالح إدارية تابعة لدائرته الوزارية بكل من ورقلة الكبرى والمقاطعة الإدارية لتقرت (160 كلم شمال عاصمة الولاية).