يسجل ارتفاع "مقلق" في حالات الإصابة بالحمي المالطية (بريسيلوز) عبر ولاية غرداية منذ مطلع السنة الجارية حسبما ورد في بيان نشرته مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية. وتعود أسباب انتشار هذه الحمى وهو المرض الذي ينتقل عن طريق التعامل المباشر مع المواشي من خلال استهلاك الحليب غير المعقم أو المواد المشتقة من الحليب الطازج سيما منها الجبن التقليدي المعروف محليا ب"كمارية" حيث بلغ عدد الحالات المسجلة خلال الشهرين الأولين من السنة الجارية 205 حالة مقابل 427 حالة خلال 2015 (277 في 2014 و116 في 2013 ) كما أوضح لوأج مدير الصحة للولاية بهاز بشير. وتشير التحقيقات الوبائية لمصالح الصحة إلى تسجيل 119 حالة لداء الحمى المالطية جراء استهلاك الجبن التقليدي "كمارية" التي تعد من الحليب الغير مبستر أو مغلي و55 حالة استهلكت حليب ماعز طازج 13 حالة استهلكت حليب الأبقار و18 حالة لم تحدد عوامل إصابتهم. ويعد سهل ميزاب الذي يضم بلديات بونورة والعطف وغرداية وضاية بن ضحوة أكثر المناطق انتشارا لهذا المرض بعدد 135 حالة منذ مطلع سنة 2016 متبوعة ببريان (50 حالة) ومتليلي (9) والقرارة (4) كما تمت الإشارة إليه. ومن جهتها أكدت مصالح البيطرة في اتصال مع وأج تسجيل 36 حالة للحمى المالطية لدى الأبقار بسبع بؤر عبر الولاية وذلك منذ مطلع السنة الحالية موضحة بأن عملية التشخيص قد أجريت على المواشي (ماعز وأبقار وأغنام و إبل ) من أجل الشروع في الذبح الصحي للمواشي الموبوءة لوضع حد لانتشار هذا المرض الحيواني المعدي. وتشير المعلومات الأولية للتحقيق الوبائي الذي باشرته المصالح البيطرية بغرداية أن هذا الإرتفاع في حالات الحمي المالطية يعود إلى عدم احترام وتجاهل قواعد النظافة والصحية ورفض بعض المربين تلقيح مواشيهم بدعوى أن اللقاح يتسبب في إجهاض المواشي الحوامل (دون دليل) واستعمال من قبل عديد المربين مخصب ذكري حامل للبكتيريا. وقد رصدت خلال السنة الفارطة 87 حالة للحمى المالطية لدى الأبقار عبر 33 بؤرة و110 حالات لدى الماعز عبر 6 بؤر والتي اكتشفتها المصالح البيطرية قبل شروعها في الذبح الصحي للحالات المصابة. ويعد بيع الحليب غير المعقم للبقار والماعز والناقة في حالته الطبيعية بزجاجات مستعملة مخصصة للمياه المعدنية وانعدام المراقبة والردع ضد تجارة بيع الحليب الطازج الغير الموسوم العامل المشكوك فيه الى جانب بيع الجبن التقليدي المعروف محليا ب"كمارية" الأكثر إقبالا عليها من قبل سكان وادي ميزاب على الطرقات العمومية السبب في هذا الإرتفاع "المقلق" في حالات هذا المرض مثلما ذكر عدد من الممارسين بغرداية. ويعتقد عدد من المستهلكين بمنطقة غرداية في تصريح لوأج أن من مميزات الحليب الطازج " أنه منتوج مطهر بشكل طبيعي " يتوجب شربه دون اللجوء إلى غليه مما تسبب في ارتفاع حالات الإصابة بالحمى المالطية . ويرى ممارسون للصحة أن الحليب الطازج ومشتقات الحليب التي تباع دون وسم لها تثير شكوكا حول مصدرها ومدى نظافتها صحيا داعين المستهلكين الى تجنبها ذلك أنها غير مراقبة كما هو الشأن بالنسبة للحيوان الذي أنتجها وتتسبب في انتقال كل أمراضها فضلا عن التي لها علاقة بالنظافة أثناء الجمع والحفظ والنقل. ويشكل داء الحمى المالطية "عبئا ثقيلا على المستشفيات والإقتصاد الوطني" مثلما ذكر لوأج مدير القطاع محذرا من أن هذا الداء قد ينتشر في حالة انعدام تدابير ملموسة في الميدان لمراقبة المواشي وتدعيم إجراءات النظافة وتنظيم نشاط نقل المواشي وسلسلتها الغذائية وكذا التلقيح.