سجلت ولاية غرداية، خلال ال 09 أشهر الأخيرة، نحو 363 حالة بريسيليوز و86 ليشمانيا جلدية، عبر مختلف البلديات والدوائر. في الوقت الذي تعمل فيه مصالح الصحة على تدعيم الخارطة الوقائية، من خلال تعزيز إجراءات النظافة والتطهير بالقضاء على الحشرات الناقلة للأمراض، والقضاء على بؤر البعوض وإبادة الحيوانات المتشردة، على غرار الكلاب والقطط الناقلة للأمراض. ارتفع عدد حالات الإصابة بداء البريسيلوز، نتيجة الاتصال بالمواشي من خلال استهلاك الحليب الطازج ومنتجاته، لاسيما الجبن التقليدي خلال السنة الجارية إلى نحو 363 حالة، مقابل 277 في سنة 2014، و116 حالة في سنة 2013 . ويرجع تزايد حالات الإصابة بالبريسيلوز إلى عدم احترام قواعد النظافة والصحة المعمول بها، ورفض بعض المربين تلقيح مواشيهم بحجة أن التلقيح يسبب إجهاض أنثى الحيوانات الحاملة، فضلا عن الاستعمال المتكرر لمواش من جنس ذكر حامل للبكتيريا. ويعود سبب انتشار هذا الداء حسب عديد الأطباء الأخصائيين بالولاية ، إلى بيع حليب الأبقار والماعز والنوق غير المعقم وعن طريق قارورات مستعملة موجهة إلى المياه الطبيعية، انطلاقا من معتقدات خاطئة تؤمن بأن الحليب منتج صحي ومعقم طبيعيا يمكن استهلاكه دون الحاجة إلى تغليته. وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاع حالة الإصابة بداء البروسيلوز، إلى جانب استهلاك الجبنة التقليدية المعروفة ب"الكمارية" التي يحبذها كثيرا سكان وادي ميزاب. الوضعية حملت جمعيات المستهلك وكذا مصالح المراقبة التابعة للبلدية ومصالح التجارة المسؤولية الكاملة جراء تقصيرها، علما أن المصاب بالداء يعاني معاناة شديدة تتطلب على الأقل ستة أشهر للشفاء، كما أن علاج حالة واحدة والتكفل بها يكلف الخزينة أكثر من 12 مليون سنتيم. من جهة أخرى، تم خلال 9 أشهر الأولى من السنة الجارية تسجيل تراجع محسوس في حالات الإصابة بداء الليشمانيا الجلدية، وهو المرض الطفيلي الذي تتسبب في نقله حشرة ذبابة الرمل جراء عدة عوامل منها تدهور نظافة المحيط، التوسع العشوائي في المناطق العمرانية والفلاحية، فضلا عن الانتشار الواسع للقمامة بالأحياء والشوارع، حيث تم إحصاء نحو 86 حالة، مقابل 134 حالة في 2014، و226 حالة في سنة 2013 و384 حالة في 2012. وتتوزع حالات الإصابة بهذا الداء، الذي يتعلق إجمالا بالوضعية الوبائية خلال الخمس سنوات الأخيرة على منطقة القرارة التي تسجل أكبر عدد من حالات الإصابة ب 57 حالة، تليها بريان ب 16 حالة، ثم متليلي ب 8 حالات، وغرداية ب 5 حالات. وعلى الرغم من إرساء جهاز لمكافحة ناقلي هذه الأمراض من خلال القضاء على بؤر الحشرات والعوامل المحتملة لنشر ناقلات الأمراض الوبائية وإنجاز شبكات الصرف الصحي ومحطات التصفية بهذه المناطق، إلا أن هذا الداء لا يزال قائما، ما يتطلب إرساء خارطة صحية ووقائية فعالة لتفادي مثل هذه الأمراض. وحذرت جهات طبية من انتشار هذه الأمراض، لاسيما الليشمانيا الجلدية بسبب تدهور شروط النظافة والصحة بالوسط البيئي والإطار المعيشي والعمران الفوضوي، فضلا عن نقص الثقافة الصحية والوقائية، ما يتطلب اتخاذ كافة التدابير للحد من انتشار الأمراض.