حذرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس, يوم السبت بالجزائر العاصمة, من "محاولة إبادة للصحراويين عن طريق تجويع الشعب في مخيمات اللاجئين, لا سيما في ظل تقليص المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة اليهم. وأكدت السيدة بن حبيلس, خلال تدخلها في لقاء تضامني مع الشعب الصحراوي نظمه المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى, ان الأوضاع الإنسانية "المزرية" للاجئين الصحراويين تتطلب اليوم ضرورة "دق ناقوس الخطر", مضيفة أنه "يبدو بأن هناك مخطط جهنمي يرمي الى تجويع الشعب الصحراوي لإفشاله ومنعه من الصمود". وأمام الوضع الذي وصفته ب"الكارثي" أشارت السيدة بن حبيلس الى "التداعيات السلبية" المتوقع تسجيلها في الاراضي الصحراوية بعد القرار الذي اتخذه برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة والقاضي بتقليص الحصص الغذائية الموجهة للاجئين الصحراويين بسبب نقص التمويل الى جانب قرار الإتحاد الاوروبي لوقف المساعدات الانسانية لمخيمات تندوف. وكان الهلال الاحمر الصحراوي قد قدر احتياجات اللاجئين الصحراويين من غير المواد الغذائية ب 37 مليون دولار غير ان المفوضية السامية للاجئين تتوقع جمع 9 ملايين دولار فقط. ودعت السيدة بن حبيلس الى ضرورة التعامل ب"خصوصية" مع اللاجئين الصحراويين الذين يقطنون أراضي قاحلة و لا يملكون أي مورد للرزق سوى الإعانات الدولية التي تضمن "بقائهم على قيد الحياة لا غير" . وأبرزت أن الهلال الأحمر الجزائري يبذل "جهد كبير" في مساعدة الصحراويين, مؤكدة موقف هذه الهيئة الانسانية الرافض "لإستغلال العمل الإنساني كسلاح سياسي لخدمة مصالح بعض الأطراف". وأكدت السيدة بن حبيلس انها لمست خلال زيارتها الأخيرة التي قادتها إلى مخيمات اللاجئين اثر الفياضانات التي اجتاحت المنطقة, السنة الماضية, "مدى التنظيم والتسيير المحكم" الذي يتمتع به الهلال الاحمر الصحراوي وكذا الشعب الصحراوي مضيفة أنه يمكن إعتباره ك"مثل "يقتدى به في مجال الشفافية والتنظيم المحكم". كما أثنت السيدة بن حبيلس على "الصمود" الذي أظهره الشعب الصحراوي طيلة 40 سنة بالرغم من كل الظروف الانسانية "الصعبة والكارثية", مضيفة أنها سجلت بعد زيارتها للمخيمات من انه بالرغم من الاوضاع المزرية للاجئين غير أن مطالبهم في كل مرة "لم تركز أبدا على المساعدات المادية بقدر مطالبهم بحقهم في تقرير مصريهم".