تشير نتائج الدراسة الصحية والغذائية التي أعدها برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، والمفوضية السامية للاجئين وذلك بمخيمات اللاجئين الصحراويين نهاية 2012، إلى تدهور خطير للوضع الصحي للاجئين الصحراويين، وحسب المعطيات والمؤشرات الميدانية فقد ارتفعت نسبة سوء التغذية بشكل ملحوظ لدى الساكنة وبخاصة وسط الأطفال أين تجاوزت 30 بالمائة، وكذا انتشار مرض فقر الدم في أوساط النساء بنسبة تزيد عن 50 بالمائة، إلى جانب تفشي الأمراض المزمنة على غرار السكري والضغط الدموي الحاد، وهو الوضع المرشح للتعقد والتدهور أكثر مع تراجع المساعدات الإنسانية واللجوء لأول مرة إلى تقليص الحصص الغذائية لكل فرد. وفي الموضوع، حذّر رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني، أمس، من تداعيات تدهور الوضع الإنساني بمخيمات اللاجئين الصحراويين خاصة في ظل تقليص حجم المساعدات الإنسانية الدولية، ووصف السيد بوحبيني، الوضع الصحي والإنساني بمخيمات اللاجئين الصحراويين ب«الخطير" و«المقلق" في نفس الوقت، محذّرا من تداعيات هذا الوضع الكارثي على المنطقة ككل. وأوضح السيد بوحبيني، خلال ندوة صحفية نشطها رفقة نظيرته الجزائرية سعيدة بن حبيلس، أن "تداعيات تدهور الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراوي تثير الكثير من المخاوف، مشددا على أن خطورة الوضع خاصة مع المستجدات التي ميزها القرار الذي اتخذه برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والقاضي بتقليص الحصص الغذائية الموجه للاجئين الصحراوين والمقدرة ب2100 سعرة حرارية بسبب نقص التمويل، مضيفا أن تقليص الحصص لم يقتصر على الكميات فقط بل طالت نوعية الغذاء الذي يقتصر على النشويات، الأمر الذي ينبئ بتراجع كبير في الوضع الصحي للاجئين الصحراويين. وأمام هذا الوضع الذي وصفه المسؤول الصحراوي ب«الكارثي"، أشار السيد بوحبيني، إلى التأثيرات السلبية المتوقع تسجيلها، مقدرا احتياجات اللاجئين الصحراويين من غير المواد الغذائية ب37 مليون دولار غير أن المفوضية السامية للاجئين تتوقع جمع 9 ملايين دولار فقط من قبل الأطراف المانحة "وهو ما سيؤثر سلبا على البرامج الصحية ومختلف المرافق العمومية خاصة في ظل نقص التموين بماء الشرب وتسجيل عجز في الخيم قدر ب13 ألف خيمة". وجدد السيد بوحبيني، دعوته للجهات المانحة أن تتحمّل مسؤوليتها تجاه هذا الوضع الإنساني المتدهور، "خاصة في ظل التماطل المسجل بخصوص تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره لاسيما وأن منطقة الساحل والشرق الأوسط تمر بمرحلة صعبة، كما حذّر من محاولة استغلال بعض الأطراف العمل الإنساني كمطية لتحقيق مصالح سياسية، مبرزا أن سياسة "تجويع" اللاجئين الصحراويين لن تزعزع صمود الشعب الصحراوي الذي يطالب بحقه في تقرير مصيره وفقا للقرارات الأممية.من جانبه، فنّد ممثل برنامج الغذاء العالمي في الجزائر، رومان سيروا، الادعاءات المغربية بشأن تحويل مساعدات إنسانية موجهة للاجئين الصحراويين عن وجهتها، مؤكدا أن هيئته تلقت نسخة من التقرير الذي أعده مكتب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الغش، الذي يشير إلى تحويل مساعدات إنسانية موجهة للاجئين الصحراويين عن وجهتها غير أن برنامج الغذاء العالمي يعتبر أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. وأشار المسؤول الأممي إلى أن هذا التقرير الذي يشير إلى "أحداث مزعومة سجلت سنة 2003، تم تحريره سنة 2007 ولم يتم نشره إلا سنة 2015"، معتبرا أن برنامج الغذاء العالمي لم يسجل أي دليل ملموس عن أي عملية تحويل للمساعدات الإنسانية، كما شدّد السيد سيروا، على أن التقرير أشار إلى مساعدات لم يتلقاها أصلا برنامج الغذاء العالمي على غرار بودرة الحليب.من جانبها، التزمت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، بمواصلة دعم اللاجئين الصحراويين وفاءا لثقافة الجزائريين وسياسة الدولة التي ستظل واقفة إلى جانب المقهورين وجميع قضايا التحرر في العالم، وأكدت بن حبيلس، أن هيأتها ستقدم مساعدات قدرت ب316 طنا من المواد الغذائية والأدوية لدعم الشعب الصحراوي، كما أشارت إلى أنها ستوجه رسالة رسمية إلى المنظمة العربية للصليب والهلال الأحمر، والاتحادية الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تدعوهما فيها إلى زيارة مخيمات اللاجئين والوقوف على الوضع الإنساني.