تشكل التحضيرات لمسابقة توظيف الأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاث والتحضيرات المتعلقة بالبكالوريا ومكافحة الغش فيها وكذا إدراج مناهج الجيل الثاني، خلال السنة الدراسية المقبلة، أهم الورشات التي تسهر عليها وزارة التربية الوطنية في الفترة الحالية. وفي هذا الصدد، كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، في حوار خصت به وكالة الأنباء الجزائرية اليوم الأربعاء عن تاريخ اجراء الامتحان الكتابي في مسابقة توظيف أزيد من 28 ألف أستاذ في الأطوار التعليمية الثلاث والذي سيكون في 30 أفريل المقبل وسيتم الكشف عن نتيجة الإمتحان الكتابي في 12 ماي، بينما سيتم اجراء الإمتحان الشفوي يومي 8 و 9 جوان، فيما سيتم الكشف عن النتيجة النهائية للمسابقة يوم 30 من نفس الشهر. وفي سياق ذي صلة، أكدت الوزيرة أنه تم توسيع عدد الإختصاصات خلال هذه المسابقة إلى 28 اختصاصا جديدا، من بينها العلوم السياسية وعلوم الإعلام والإتصال و الحقوق والعلوم الإقتصادية الى جانب شعبتي الرياضيات والاعلام الآلي وهذا بغرض ضمان "تعليم نوعي" في الطور الإبتدائي لتدريس المواد العلمية والأدبية. كما أشارت الوزيرة إلى التسجيل الإلكتروني في المسابقة الذي سيكون من 28 مارس إلى غاية 17 أفريل القادم عبر موقع الديوان الوطني للإمتحانات والمسابقات (www.onec.dz) ليتم بعد ذلك تحديد المواعيد الخاصة بإيداع ملفات المترشحين "الكترونيا". وكشفت السيدة بن غبريت أن الأساتذة الناجحين في هذه المسابقة سيستفيدون من دورات تكوينية إبتداء من شهر جويلية المقبل، كما سيتم أيضا فتح بوابة للتكوين عن بعد في اطار التكوين المستمر. وفي سياق حديثها عن التكوين النوعي الذي تتيحه المدارس العليا، أبرزت الوزيرة أن قطاعها بصدد تحديد بطاقية وطنية للاحتياجات من الأساتذة على المستوى الوطني وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي. وفي نفس السياق، أكدت أن 96 بالمائة من الأساتذة استفادوا من التقاعد النسبي خلال سنة 2016، بينما استفاد 4 بالمائة من الأساتذة من التقاعد العادي. ولدى تطرقها إلى موضوع الأساتذة المتعاقدين الذين هددوا بالإستقالة الجماعية ومقاطعة مسابقة التوظيف ليوم 30 أفريل المقبل، دعت السيدة بن غبريت هؤلاء الى عدم المقاطعة، لا سيما --كما أوضحت-- وأن القانون "لا يسمح بالإدماج المباشر لهذه الفئة". وبخصوص مناهج الجيل الثاني، اعتبرت الوزيرة انها تندرج في اطار "المراجعة العادية" للبرامج التعليمية السابقة التي تم اعداداها في 2003 والتي أشرفت عليها اللجنة الوطنية للمناهج وهي تعد بمثابة تحيين للبرامج السابقة. وبخصوص الكتابين الموحدين للسنتين لأولى والثانية ابتدائي وتحيين الكتب الجديدة للسنة الأولى متوسط في جميع المواد والتي ستدخل حيز التنفيذ مع الدخول المدرسي المقبل، قالت السيدة بن غبريت أن دائرتها الوزارية تعمل على أساس "رزنامة وبرنامج". كما أكدت وجود لجنة تعمل على مطابقة محتويات الكتب المدرسية مع الكتب الأصلية،وذلك بغرض "تفادي الاخطاء التي كانت تقع في السابق في الكتاب المدرسي". إستحداث لجنة عمل لمعالجة النقائص في أوراق الإمتحانات الرسمية من جهة اخرى، كشفت وزيرة التربية الوطنية أنه تم استحداث لجنة عمل لمعالجة "النقائص والأخطاء المتكررة الواردة في أوراق التلاميذ خلال الإمتحانات الرسمية"، مشيرة إلى ان هذه اللجنة تقوم حاليا باعداد جدول "يتضمن بالتدقيق الأخطاء المتكررة الواردة في إجابات تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي وشهادة التعليم المتوسط والبكالوريا". وردا عن سؤال يتعلق بارتفاع نسبة التلاميذ الذين يكررون السنة الدراسية، قالت السيدة بن غبريت أن هذه اللجنة ستقدم نتائجها في شهر ماي المقبل، مما سيسمح للأساتذة ب"التعرف على النقائص التي يعاني منها التلميذ في القسم وإيجاد حلول لها". وفي هذا الصدد، أبرزت أن "نظام معالجة صعوبات التلميذ في القسم يسمح بتقليص أخطار التسرب المدرسي وإعطاء فرصة ثانية للتلاميذ في النجاح، إلى جانب الفرص التي تمنحها الإمتحانات الإستدراكية للتلاميذ المتحصلين على أقل من 20/10 في الإمتحانات". و بشأن الإجراءات المتعلقة بمحاربة الغش في البكالوريا ،قالت الوزيرة أن "الإستعانة بأجهزة التشويش على الهواتف النقالة وارد لمحاربة كل محاولات الغش باستخدام التكنولوجيا الحديثة في امتحان شهادة البكالوريا لسنة 2016". وأضافت أن حملة تحسيسية "قوية وصارمة" سيتم توجيهها لفائدة التلاميذ والأولياء لتوعيتهم بمخاطر الغش وتبعاته، كما ستظهر هذه الحملة ضرورة "التحلي بالمواطنة" في هذا الإمتحان الوطني الذي تم تسخير "كل الإمكانيات اللازمة لإنجاحه". وبالمناسبة، ذكرت السيدة بن غبريت بالإتفاقية الأخيرة الموقعة مع المديرية العامة للأمن الوطني والدرك الوطني التي تترجم --كما قالت-- "تعاونا يمتد إلى سنوات مع قطاع التربية الوطنية" لا سيما نقل مواضيع البكالوريا عبر الطائرات التابعة لوزارة الدفاع الوطني.