يحيي الفلسطينيون اليوم الأربعاء "يوم الأرض" في ظل إصرارهم على التمسك أكثر بحق العودة إلى الأرض ودعم البقاء فيها لما تشكله من عنوان دائم للصراع مع الاحتلال وأطماعه في الاستيلاء على المزيد منها وفرض الحلول الجزئية وتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية. وشكل يوم الأرض محطة محورية ونقطة انطلاق مركزية في النضال الفلسطيني ضد سياسة التمييز العنصري والاقتلاع الذي انطلق بعد النكبة وما زال حيث تحل الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد وشلال الدم الفلسطيني لم توقف ولم تتوقف معه انتفاضة الشعب وهبته الباسلة وفاء لشهداء الأرض وتضحيات الجرحى وصمود الأسرى وعذاب المبعدين والمشردين اللاجئين. ويرى الفلسطينيون بل يقرون بأن إصرارهم ما فتئ يزداد لمواصلة مسيرة الكفاح التحرري متمسكين بحقوقهم وثوابتهم الوطنية في الحرية وعودة اللاجئين منهم إلى ديارهم وممارسة حقهم في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وتحل الذكرى والاحتلال ما زال أكثر عدوانية وفاشية وعنصرية يحاول استكمال مشروعه الاستعماري الاستيطاني بالقوة الغاشمة وعبر سرقة المزيد من الأرض لتهويدها وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية عليها وفرض الحصار وسن التشريعات والقوانين العسكرية بهدف إقتلاع الشعب وتشريده من أرضه لصالح المستعمرين المستجلبين من اسقاع العالم. إضراب عام في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة تشن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 اليوم الاربعاء إضرابا عاما وشاملا في مختلف مدن وقرى الداخل المحتل في ظل تصاعد الهجمة العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين موازاة مع تصعيد الهجمة على حقهم في الأرض والمسكن وفي مقدمتها المؤامرة الشاملة على النقب العربي وقرى ومناطق عدة في الاراضي الفلسطينية. وأشار رئيس لجنة المتابعة محمد بركة إلى أن هذه الذكرى "تحل هذا العام في ظل تقرير حكومي صهيوني يدعي وجود 50 ألف بيت يواجهون خطر الهدم، بحجة ما يسمى "دون ترخيص"، فحتى ولو لم يصدر قرار هدم فوري فإن أبناء هذه البيوت يعيشون بشكل دائم في ظل خطر الهدم". ولفت إلى "الهجمة القمعية" التي استهدفت فلسطينيي الداخل خلال العام الأخير، والتي كان أبرزها حظر "الحركة الإسلامية" و 23 جمعية إنسانية وخيرية تابعة لها وتصعيد المضايقات ضد النواب العرب في البرلمان الإسرائيلي ال"كنيست" والتوجهات لسن قانون يتيج إمكانية إقصائهم. كما دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية للمشاركة الواسعة في إحياء هذه الذكرى وتصعيدهاميدانيا افي كل المناطق والقرى والمدن والمخيمات والتصدي للاحتلال ومستوطنيه بكل الأشكال المتاحة. الذكرى ال40 ليوم الأرض: تصعيد إسرائيلي غير مسبوق لمصادرة الأراضي يأتي إحياء يوم الأرض هذا العام في ظل تصعيد إسرائيلي محموم لم يسبقه مثيل لمصادرة الأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان فيها وخصوصا في مدينة القدس الشريف من خلال محاولة تهويدها وهدم الأقصى الشريف وبناء الهيكل المزعوم مكانه. وأكدت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في تقرير صدر بمناسبة هذه الذكرى أن الاحتلال الإسرائيلي "يصعد من مصادرة الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات في القدس والضفة الغربية واستهداف وجود فلسطيني الداخل وتشديد حصار غزة". و قالت وزارة الخارجية الفلسطينية من جهتها بأن حكومة نتنياهو تستغل الانشغالات الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب، وتسرع من عمليات سرقة أرض دولة فلسطين بشكل ممنهج وخطير كما ونوعا، بهدف القضاء على حل الدولتين. وأدانت استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 1200 دونم من أراضي اللبن الشرقية والساوية وقريوت الواقعة جنوب مدينة نابلس، وأيضا تجريف ما يقارب 650 دونما مزروعة بأشجار النخيل في اريحا، والاستيلاء على آلاف الدونمات من الأرض الفلسطينية في الأغوار. وتعود أحداث "يوم الأرض" الذي يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام للتاريخ ذاته من عام 1976 حيث قامت آنذاك سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية وخاصة في بلدات دير حنا وعرابة وسخنين شمال فلسطينالمحتلة عام 1948 والتي أصبح يطلق عليها "مثلث يوم الأرض".