أحيا المطرب النيجري بومبينو أمس الاثنين بالجزائر العاصمة حفل افتتاح المهرجان الثقافي الأوروبي ال17 بالجزائر المقرر من 9 إلى 21 مايو، أمام جمهور غفير تفاعل كثيرا معه في جو من السرور و البهجة. وأدى بامبينو نحو 20 أغنية باللهجة الترقية "تماشق" مرفوقا بثلاثة موسيقيين بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح. و استجاب الجمهور العاصمي الغفير الذي ملأ القاعة على آخرها للصوت الشذي للمغني النيجيري بالرقص على انغام و اوتار الموسيقى الافريقية. و ضمن المقطوعات المقدمة التي تم عزفها على وتيرة 6 / 8 (بروالي) أدت الفرقة عدة طبوع موسيقية لاسيما الريغيه و الفالك و الروك ان رول و البلوز و "تار هانين" و "الجغوار" و "تيم تار" و "ازمان تيلياد" و "ايات نينهاي" و "اكوكاس" و "امدينين" و "امان". وتطرق المغني في اغانيه الى جمال المناظر الطبيعية بمنطقة الساحل و الحياة في المجتمع الافريقي و الصداقة و تقاليد التوارق و أعرافهم و شساعة الصحراء في بعدها الشاعري و الحب حيث يسعى بومبينو من خلاله أغانيه إلى تبليغ "رسالة سلم و أخوة" للعالم برمته. و رافقت الفرقة التي كان افرادها يرتدون ازياء تقليدية و التي تضم عازف الجوقة الامريكي كوري ويلهم و عازف الة "الباس" الموريتاني ديا يوبا و عازف القيتارة الجزائري حامة بكل براعة المغني بومبينو الذي كان يعزف على الة القيتارة بكل فن و اناقة. و تذوق الجمهور خلال هذا الحفل الذي حضره الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة و وزيرة البريد و تكنولوجيات الاعلام و الاتصال هدى ايمان فرعون كل لحظة من هذا العرض الشيق بكل حبور. في جو أكثر هدوء يدعو إلى التفكير أدى بونبينو أغنية "اينار" الذي أهداها لذاكرة الموسيقي عازف القيتار تاميدي تين الذي توفي مؤخرا. يعتبر بومبينو الذي ولد سنة 1980 بتيدان (اغاداس-النيجر) و اسمه الحقيقي عمر مكتار، فنانا ملتزما جعل من قيتاراته "رمزا للمقاومة" في فترة تميزت عدم استقرار كانت فيها هذه الآلة الموسيقية تعتبر "كدليل على التمرد". وبعد هجرته في فترتين مختلفتين إلى الجزائر ثم إلى بوركينا فاسو، اكتشفه المخرج الأمريكي روي ويمان الذي أعجب بأغانيه و قرر مساعدته على القيام بأول تسجيلاته. وبعدها شارك بومبينو في العديد من التظاهرات الدولية و بحوزته حاليا خمسة ألبومات: فرقة بومبينو-قيتار فروم اغاداز، فول 2 (2009) اغمغم 2004 (2010) و اغاداز (2011) و نوماد (2013) و آخر البومة اوبوس ازال (2016). وبعد الاستماع من قبل إلى النشيدين الوطنيين الجزائري و الأوروبي قام رئيس البعثة الأوروبية بالجزائر مارك سكوليل بالصعود إلى المنصة مع جميع سفراء البلدان الأوروبية المشاركة في هذا المهرجان حيث قدم الكلمة الافتتاحية لهذه التظاهرة السنوية التي تجري فعالياتها بالجزائر العاصمة و عنابة و بجاية و وهران و تيزي وزو. و سينشط الطبعة ال17 لهذا المهرجان الذي نظم تحت شعار "ألوان أوروبا" خلال أسبوعين، 15 بلدا مجتمعون تحت لواء المندوبية الأوروبية ببرنامج ثري يضم المطالعة و الفلكلور و الموسيقى و المسرح و السينما الأوروبية اللذين سيكونان حاضرين بقوة. ويتواصل المهرجان الثقافي ال17 في الجزائر اليوم الثلاثاء ببرنامج خاص بالمجر و ألمانيا حيث سيعرضان على التوالي موسيقى البوب-الفولكلور مع فرقة فيدامبارك- سيمبالباند و السينما بعرض فيليمن متحركين للأطفال.