أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف يوم السبت بتبسة على ضرورة "إعادة النظر في الخريطة الصحية" و"استحداث مقاطعات صحية". وأوضح الوزير خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الولاية ضمن اليوم الأول من زيارته لولاية تبسة التي سيختتمها مساء غد الأحد بأن المقاطعات الصحية تعتبر "حيزا جغرافيا" يضم سكان ومستشفيات و مراكز وقاعات علاج. و ذكر السيد بوضياف بأن وزارة الصحة تعمل من أجل ألا تبقى مثل هذه الفروقات في المنظومة الصحية العمومية التي تضم مراكز استشفائية جامعية ومؤسسات ولائية ومؤسسات جوارية التي لكل واحدة منها برنامجها الخاص وإمكانياتها البشرية وذلك من خلال إعادة النظر في الخريطة الصحية واستحداث مقاطعات صحية . وأضاف وزير الصحة بأن هناك "تغييرا جذريا" حصل بولاية تبسة منذ 2013 إلى غاية اليوم من خلال المؤسسات الاستشفائية المنجزة أو تلك الجاري إنجازها ما سمح كما قال- بتغطية "جد كبيرة" من حيث المنشآت الصحية مبرزا كذلك بأن هناك "قفزة نوعية" في مجال التأطير الطبي بهذه الولاية الحدودية حيث انتقل عدد الأطباء الأخصائيين بها من 36 طبيبا مختصا في السابق إلى 88 طبيب مختص في القطاع العام وإلى 78 طبيب مختص في القطاع الخاص حاليا. ودعا السيد بوضياف إلى ضرورة "البحث عن آليات للتكامل بين القطاعين العام والخاص لتكوين منظومة صحية وطنية" لاسيما وأن الجزائر اليوم أصبحت "نموذجا ليس محليا فحسب بل على الصعيد الإقليمي والدولي في مجال الصحة بحيث أن الكثير من الأنظمة التي لها باع طويل في الصحة أخذت كما قال- من الجزائر بعض الحلول للاستجابة لمواطنيها. من جانب آخر أكد الوزير بأن القوافل الصحية التي تندرج في إطار التوأمة ما بين الولايات الداخلية و ولايات كل من الهضاب العليا و الجنوب "لا ولن تتوقف" و أن "الصحة هي التي تتوجه إلى المريض" وذلك لتجسيد مفهوم الصحة الجوارية. من جهة أخرى و لضمان الأمن للعاملين بالمؤسسات الاستشفائية الوطنية طمأن الوزير بأنه تم منذ يومين عقد اجتماع على مستوى الوزارة الأولى اتخذت خلاله عدة تدابير حول الاعتداءات على مهنيي ومستخدمي قطاع الصحة مشيرا إلى أن وزارة الصحة لديها تقارير مفصلة عن مثل هذه الاعتداءات و"نحن نعمل جاهدين لحث جميع المؤسسات الاستشفائية على التعاقد مع شركات أمنية خاصة" مضيفا بأنه "لا يمكن لي كوزير أن أرضى أن يعتدى على الأطباء". وكان السيد بوضياف قد استهل زيارو العمل والتفقد إلى ولاية تبسة بمعاينة المركز الوسيط لصحة المدمنين الذي دخل حيز الخدمة في نوفمبر 2013 وهو المركز الذي يؤطره طبيب مختص في الأمراض العقلية وطبيب عام و4 أخصائيين نفسانيين ومساعد اجتماعي فضلا عن صيدلي متخصص في علم السموم ومخبريين 2 بيولوجيين كما يتوفر على مخبر لتحليل نسبة المخدرات في الدم أو البول. وحسب الشروح المقدمة فإن هذا المركز قد استقبل منذ يناير الأخير 661 مريض بالإضافة إلى 91 مريض آخر استفادوا من جلسات مع أخصائيين نفسانيين. وبعين المكان أكد الوزير على ضرورة تشجيع الكفاءات الوطنية في المجال الصحي وإلى ضرورة استغلال وسائل الإعلام للتعريف بمثل هذه المراكز وتقديم الحالات التي تم شفاؤها والوصول إلى استقطاب حتى 15 بالمائة من المرضى لضمان إدماجهم في المجتمع. كما عاين السيد بوضياف العيادة المتعددة الخدمات الشهيد "خذيري" بحي 4 مارس 1956 بتبسة ومشروع إنجاز مستشفى للأمراض العقلية (120 سرير) سيتم استلامه نهاية ديسمبر المقبل قبل زيارة مصالح مستشفى الشهيد بوقرة ببلدية بكارية ومشروع إعادة تأهيل مستشفى الشهيدة بن جدة مهنية بتبسة ومستشفى للجراحة الشهيد عاليا صالح بتبسة قبل أن يترأس لقاء بمقر الولاية مع إطارات القطاع. وسيواصل الوزير زيارته إلى ولاية تبسة غدا الأحد بمعاينة مشروع إعادة تأهيل مصلحة متعددة الخدمات الصحية ببلدية العقلة ومشروع إنجاز مستشفى 60 سرير بنفس البلدية كذلك قبل أن يتفقد مصالح مستشفى طريق الثليجان ببلدية الشريعة.