عادت عقوبة "اللقاءات بدون جمهور" بالملاعب الجزائرية بقوة كونها "الحل الوحيد" في أعين المسؤولين للتصدي لظاهرة العنف، بينما لم تخض بطولة الرابطة الأولى موبيليس لكرة القدم سوى جولتها الأولى، نهاية الأسبوع الماضي. وحسب المتتبعين للشأن الكروي، لم يسبق وأن عرفت الجولة الافتتاحية مثل هذا العدد من المشادات بين الأنصار سجلت فيما لا يقل عن أربعة ملاعب للوطن. وردا على هذه الأحداث، قامت الربطة المحترفة لكرة القدم، عبر لجنتها للإنضباط بتسليط عقوبة مباراة بدون حضور الجمهور على ناديين عاصميين و هما مولودية الجزائر و اتحاد الجزائر. فمولودية الجزائر التي لم تستنفذ بعد عقوبة الموسم الماضي "2015-2016" و المتمثلة في مباراتين بدون جمهور، أصبح في رصيدها الآن ثلاث مباريات بدون دعم أنصارها. ولم يسلم القسم الرديف من هذه العقوبة، حيث سلطت اللجنة المذكورة عقوبة بدون حضور الجمهور خلال مقابلة واحدة، لفريقي شباب بلوزداد و مولودية وهران للقسم الرديف، بسبب توقف مباراتهما لعدة دقائق. وحسب هذه الوتيرة، فسيسجل هذا الموسم رقما قياسيا في عدد المباريات أمام مدرجات خالية من المتفرجين. فإذا عرف الموسم الفارط هدوء نسبيا في عدد المباريات بدون حضور الجمهور، فإن الموسم الذي سبقه حطم كل الأرقام ب 34 مباراة للرابطة الأولى شملتها هذه العقوبة. وفي سؤال طرح على رئيس الرابطة محفوظ قرباج و رئيس لجنة الانضباط حميد حداج، في عدة مناسبات حول إمكانية تعويض عقوبة "بدون جمهور"، أجاب المسؤولان بان "ليس هناك قانون يسمح بتعويض هذه العقوبة، التي تبقى الوحيدة و الكفيلة بمعاقبة المتسببين في الأحداث"، حتى و لو تطلب الأمر، حرمان الجمهور من مباريات القمة على غرار الكلاسيكو العاصمي بين المولودية و الاتحاد المقرر في شهر أكتوبر المقبل أمام مدرجات شاغرة. واقترح عدة مسؤولين للأندية حلولا بديلة كالحل الذي اقترحه رئيس نادي بارادو (الرابطة الثانية)، خير الدين زطشي، الذي طالب بتعويض عقوبة "بدون حضور الجمهور"، بعقوية مالية معتبرة أو خصم النقاط، معتبرا بأن هذه الفرضية تبقى "الحل الوحيد" ل"تفادي الحرمان من الجمهور". من جهتهم، قرر رؤساء أندية النخبة عقد اجتماع طاريء يوم غد (الاربعاء) للتطرق لعدة مواضيع منها السحب التدريجي لرجال الأمن من الملاعب الذي قررته المديرية العامة للأمن الوطني. هذا القرار الذي عارضته عدة أطراف، زاد في الشعور باللاأمن بالملاعب مثلما أكدته أحداث الأسبوع الماضي أمام خيبة متخذي هذا الإجراء الذي كان يرمي إلى تحسين ظروف التنظيم بالملاعب.