شدد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية, عبد القادر مساهل, يوم الأحد, باالجزائر العاصمة على ضرورة تحقيق التنمية في الدول الإفريقية وإعادة الاستقرار إلى مناطق النزاع لوضع حد لظاهرة الهجرة التي تعاني منها القارة الإفريقية. وأوضح السيد مساهل خلال مشاركته في محاضرة بعنوان "الهجرة في الأدب الافريقي" في إطار سلسلة اللقاءات "روح الباناف, دروب الغربة, مسارات الكتابة" المنظمة على هامش الطبعة ال21 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر - أنه ب"تفعيل سياسة تنموية حقيقية وإعادة الاستقرار لمناطق النزاع في إفريقيا قد يكون بالإمكان الحد من ظاهرة الهجرة". وقال الوزير إن "إفريقيا تعاني من هجرة داخلية بين بلدانها أكثر منها خارجية نحو الدول الغربية وعلى رأسها أوروبا", مشيرا إلى أنه حسب التقديرات فإن "حوالي 20 مليون إفريقي مهاجرون داخليا, بينما لا تتجاوز نسبة المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا الواحد بالمائة (1 بالمائة)". وأرجع السيد مساهل سبب ضعف الهجرة الإفريقية نحو أوروبا إلى القوانين والاتفاقية التي وضعتها الدول الأوروبية للحد من هذه الظاهرة على غرار إتفاقية "شنغن". وفي هذا الصدد, لفت الوزير إلى أن "الصورة السلبية التي يتناقلها الإعلام الأوروبي عن الهجرة الإفريقية والتي تصور عكس الواقع", معتبرا أن "الهجرة أصبحت في بعض الحالات ورقة سياسية تستعمل من قبل بعض الأطراف في الدول الأوروبية لأغراض سياسية بحثة". وأشار إلى وجود "مشكلة حوار" بين البلدان مصدر المهاجرين والبلدان المستقبلة لهم, موضحا الهجرة الداخلية في إفريقيا تكون أساسا نحو الدول "أقطاب التنمية" كالجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وبخصوص دور الجزائر في مكافحة هذه الظاهرة, ذكر السيد مساهل بأنها كانت السباقة في بعث الحوار حولها حيث احتضنت عدة اجتماعات بهذا الخصوص بين الدول الإفريقية والدول الأوروبية, كما شاركت في أول قمة حول الهجرة في لشبونة (2001), شدد خلالها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة تحقيق التنمية في بعض الدول الإفريقية للقضاء على هذه الظاهرة. وأوضح السيد مساهل أن "الهجرة ظاهرة موجودة و لابد من التعامل معها وتسييرها من الجانب الاقتصادي والسياسي بالحوار بين الدول وخاصة من الجانب الإنساني فمن الضروري احترام الكرامة الإنسانية للأفراد". وفيما يتعلق بالأدب, اعتبر أن العلاقة بين الكتاب والهجرة والثقافة والهجرة "مهمة جدا" خاصة في الظروف التي تعيشها إفريقيا في الوقت الراهن وعلاقتها مع الغرب وأوروبا خاصة, مشددا على أهمية تنقل الكتاب الإفريقي بين مختلف بلدان القارة للتعرف على التاريخ والهوية والموروث الثقافي والديني واللغوي الإفريقي. وتستمر فعاليات الطبعة ال21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة إلى غاية الخامس من نوفمبر المقبل بتنظيم العديد من الندوات حول الأدب الجزائري و العالمي و لقاءات حول تاريخ الجزائر و اللغتين العربية و الامازيغية اضافة الى المطالعة في الوسط المدرسي.