أكد السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أن الجزائر أوفدت بعثة من القضاة والمختصين في القانون أول أمس إلى ليبيا، لدراسة كل الجوانب المتعلقة بملف السجناء الجزائريين المسجونين هناك بعد اتفاق البلدين على تسليم هؤلاء السجناء إلى الجزائر. وأضاف السيد مساهل أن هذا الوفد سيتكفل بالعديد من الجوانب التقنية المتعلقة بالملف والتي يجب مراعاتها لتطبيق هذا الاتفاق، معربا عن "وجود أمل لحل هذه القضية في أقرب وقت"، حسب الوزير الذي نزل ضيفا على حصة "منتدى التلفزيون" أول أمس. وفي حديثه عن اتحاد المغرب العربي ذكر الوزير أن الجزائر طالبت بإصلاح المنظومة المغاربية، باعتبار أنه لا يوجد أي مستقبل للدول المغاربية في إطار العولمة والتحولات التي تشهدها الساحة السياسية والاقتصادية خارج الاندماج وتوحيد الصفوف. وأكد المتحدث أن الجزائر تؤمن إيمانا قويا بهذا الاتحاد حتى ولو كان تفعيله يستغرق وقتا طويلا. من أجل الوقوف صفا واحدا حيال العديد من القضايا المشتركة والمشاكل التي تعاني منها بلدان المغرب العربي. كما ذكر السيد مساهل بموقف الجزائر الداعم للشعب الصحراوي في تقرير مصيره المستمد من موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمساند لقضية الصحراء الغربية منذ دخولها أروقة الأممالمتحدة، موضحا أن قضية الصحراء الغربية هي موقف مجموعة دولية بالإجماع لابد أن تحل في إطار القوانين والشرعية الدولية من خلال تطبيق اللوائح الأممية. حيث أعرب السيد مساهل عن أمله في حل النزاع الصحراوي المغربي واستمرار المفاوضات التي تجمع جبهة البوليزاريو بالمغرب وخروجها بحلول في إطار قانوني يرضي الطرفين. وأضاف المتحدث باسم الشؤون الإفريقية، أن القارة السمراء دعت إلى إصلاح المنظومة الأممية بكل تشكيلتها وليس إعادة النظر في مجلس الأمن فقط الذي سبق وأن طالبت بتوسيعه والحصول على مقعدين دائمين فيه. وبخصوص رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في إقامة قاعدة عسكرية بإفريقيا اعتبر المتحدث أن المنطقة قادرة على حل مشاكلها بنفسها، والدليل على ذلك حسبه تقلص النزاعات بإفريقيا التي سطرت خطة استراتيجية للسلم والأمن، وهي بحاجة اليوم إلى شراكة في الميدان اللوجيستيكي والتكوين. وهو ما يدعو إلى تفعيل الباب الثامن من ميثاق الأممالمتحدة الذي يسمح بذلك. وفي إطار تقريب الدول الإفريقية من بعضها البعض وتوحيد وجهات نظرها كشف المسؤول عن احتضان الجزائر قريبا لاجتماعين لوزراء الثقافة ووزراء الطاقة الأفارقة. وفي موضوع آخر تعلق بالهجرة السرية التي تعرفها القارة الإفريقية قال السيد مساهل، أن التنمية تبقى السبب الأول لهذه الهجرة إذا علمنا أن 16 مليونا إفريقيا يتنقل سنويا من بلد إلى بلد آخر. مشيرا إلى أن القادة الأفارقة وضعوا برنامجا إفريقيا ودبلوماسية موحدة لمعالجة هذه الظاهرة من خلال تنسيق الجهود سيما الجزائر التي كانت تعتبر في السنوات الماضية نقطة عبور يمر منها المهاجرون السريون نحو أوروبا غير أنها تحولت حاليا إلى وجهة يقصدها العديد من المهاجرين غير الشرعيين. المغرب أول شريكا تجاري للجزائر في إفريقيا وفي الشق الاقتصادي أفاد الوزير أن حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وإفريقيا بكاملها يقدر حاليا بمليار دولار، ويعتبر المغرب أول شريك تجاري للجزائر حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 570 مليون دولار، تليها مصر ب 420 مليون دولار. كما قال السيد مساهل، أن السنة الماضية سجلت عدة رحلات للجزائريين والمغربيين بين الجزائر والمغرب وهي الأرقام التي تبين مستقبل العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب اللذين" تجمعهما نظرة شمولية لحل عدة مشاكل"، يضيف السيد مساهل. كما تأسف الوزير لظاهرة التهريب بين الجزائر والمغرب والتي بلغت فاتورتها 2 مليار دولار في سنة2007 .