بعد 48 ساعة من تنفيذه الاعتداء على ملهى ليلي باسطنبول التركية ليلة رأس السنة لازال "المجهول" فارا بعد تمكنه من مغادرة المكان بسبب حالة الفوضى التي عمته فيما تحدث رسميون أتراك عن توقعات حول هويته لم يكشفوا عنها لحد الساعة. وبعد أن كانت السلطات التركية ألقت باللائمة لوقت طويل على حزب العمال الكردستاني "بي. كا. كا" المحظور في تركيا ذكرت تقارير اعلامية اليوم الاثنين ان تنظيم "داعش" الإرهابي تبنى الاعتداء. في حين ما زالت عملية الشرطة التي أطلقتها عقب الاعتداء لملاحقة منفذه تتواصل. احتمالات وتوقعات عن هوية المنفذ بحوزة السلطات أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن هناك احتمالات وتوقعات حول هوية منفذ العملية الإرهابية باسطنبول وقوى الأمن وأجهزة الشرطة والاستخبارات تنسق فيما بينها للتعرف عليه وسنعلن المعلومات عنه عقب أي تطور في هذا الخصوص مشيرا إلى أن منفذ العملية انتهز الفوضى في مكان الحادث وترك سلاحه فيه والافرار. ووصف يلدريم في تصريح له نقلته وكالة "الأناضول" للأنباء اليوم الهجوم الذي وقع بناد ليلي ب"الدنيء". وبالمناسبة اكد المسؤول التركي أن بلاده "لن تخضع أبدا للإرهاب" مشيرا الى ان تركيا تخوض في المنطقة منذ مدة حربا لا هوادة فيها ضد منظمة "بي كا كا" المحظورة وتنظيمي "فتح الله غولن" و"داعش". ووقع الهجوم المسلح على ناد ليلي في الساعات الأولى من صباح الاحد بمنطقة "أورطه كوي" في إسطنبول حيث كان مكتظا بالمحتفلين بالعام الجديد، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة العشرات. فبعد أن تجمع أكثر من 600 شخص للاحتفال برأس السنة الجديدة في ملهى "ريينا" الليلي في وسط اسطنبول اقتحم رجل مسلح المكان وبدأ بإطلاق النار عشوائيا وذلك بعدما قتل ضابط شرطة ومدني عند مدخل الملهى في حوالي الساعة 1:15 بعد منتصف الليل من يوم الأحد (2215 السبت بتوقيت غرينتش). وذكرت وسائل إعلام تركية أن 28 أجنبيا من 9 دول كانوا من بين القتلى ال 39 الذين سقطوا جراء الهجوم. كما أدى الهجوم إلى جرح 69 آخرين من بينهم 4 في حالة خطيرة. ووفقا لشهود عيان فقد قام المهاجم المسلح الذي كان بحوزته "سلاح بعيد المدى" بتغيير خزينة الذخيرة عدة مرات خلال الهجوم. وذكرت محطة "إن تي في" التركية أن المسلح أطلق ما بين 120 إلى 180 طلقة خلال الهجوم الذي استغرق 7 دقائق والذي دفع بعض المحتفلين إلى القفز هربا إلى المياه المتجمدة في مضيق البوسفور. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي اليوم مسؤوليته عن الهجوم وفق ما نقلته مصادر اعلامية تركية ودولية . وقبل ذلك أعلن القيادي في حزب العمال الكردستاني المحظور مراد كارايلان أنه لا توجد أي قوة كردية متورطة في الهجوم. إدانة دولية متواصلة وتضامن مع تركيا وعلى غرار العديد من الدول أعربت الجزائر عن إدانتها الشديدة لهجوم اسطنبول وأبدت تضامنها مع تركيا. جاء ذلك في برقية تعزية بعث بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لنظيره التركي رجب طيب أردوغان أدان فيها "بقوة هذا العمل الهمجي" و أعرب عن "تضامن الجزائر الفعال" مع تركيا. و كتب الرئيس بوتفليقة في برقيته "تلقيت ببالغ الحزن و الأسى خبر هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف تركيا و خلف عشرات القتلى و العديد من الجرحى" مؤكدا أن "الجزائر التي عانت من الإرهاب الهمجي طيلة أكثر من عشرية تدرك مدى معاناة الشعب التركي الصديق و تؤكد له تضامنها الفعال حتى تكون مكافحة الإرهاب أولوية المجتمع الدولي". كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الهجوم الإرهابي في اسطنبول التركية وأعرب أمينها العام يوسف العثيمين عن "تضامن المنظمة مع الجمهورية التركية ودعمها للجهود التي تبذلها للقضاء على الإرهاب". ولازال اعتداء اسطنبول يثير استياء دوليا واسعا حيث وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ب "الهجوم الإرهابي الخسيس". وبعد أن أبدى تضامنه مع تركيا حكومة وشعبا والدول التي تأثر مواطنوها بهذا الهجوم أعرب جوتيريش عن أمله في أن يتم تحديد هوية الأشخاص الذين نظموا وشنوا هذا "الفعل الشنيع" وأن يتم تقديمهم للعدالة. مجلس الأمن الدولي وفي بيان اصدر امس الأحد ادان من جهته بأشد العبارات "الهجوم الإرهابي المشين والوحشي" على ملهى ليلي في اسطنبول . كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان في بيان مشترك "ندين بقوة كافة أشكال الإرهاب ونؤكد على التزامنا المستمر بالعمل مع السلطات التركية لمنع ومكافحة هذه التهديدات بفاعلية". ومن جهته بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة إلى الرئيس التركي قال فيها إنه "من الصعب تصور جريمة أكثر وحشية من قتل أناس أبرياء أثناء احتفالات العام الجديد". وأضاف بوتين "بيد أن الإرهابيين لا يتحلون بأي قيم أخلاقية وواجبنا المشترك هو مكافحة اعتداءات الإرهابيين". ووصف البيت الأبيض الأمريكي الاعتداء بأنه "هجوم إرهابي مروع" وعرض تقديم مساعدة الولاياتالمتحدةلتركيا. بدورها، نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بما اسمته "الهجوم الخبيث وغير الإنساني على أناس كانوا يريدون الاحتفال". وقد شهدت تركيا وقوع حوالي 30 تفجيرا على مدار السنة والنصف الماضية، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص.