أفادت وسائل إعلام تركية، بوقوع هجوم مسلح، في الساعات الأولى من يوم أمس، على ملهى ليلي بحي أورطه كُوي في منطقة ”بشكتاش” بالقرب من معبر البوسفور في اسطنبول. وكان الملهى يعج بالمحتفلين بقدوم العام الجديد، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والإصابات. وقدرت وسائل إعلام تركية عدد المتواجدين بالملهى لحظة الهجوم بحوالي 600 شخص. وعلى عكس الرواية الرسمية بأن الاعتداء الإرهابي نفذه شخص واحد، قال ناجون من الهجوم إن شخصين كانا متنكرين في زي ”بابا نويل” فتحا النار عشوائيا من بنادق ”كلاشينكوف” داخل ملهى ”رينا” الشهير في قلب إسطنبول، الذي كان يحتفل فيه المئات بحلول السنة الميلادية الجديدة. وأظهرت مشاهد فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجلا يقتحم مدخل الملهى الليلي وهو يطلق النار، ما أثار الذعر بين الموجودين. وقال حاكم إسطنبول واصب شاهين، إن ”المهاجم استهدف بوحشية وبلا شفقة أشخاصا أبرياء أتوا للاستمتاع وللاحتفال بقدوم العام الجديد”. ونقلت وكالة دوغان عن شهود عيان إنهم سمعوا المهاجم يتكلم بالعربية لكن السلطات لم تؤكد صحة هذه المعلومات. وكتب لاعب كرة القدم صفاء بويداس الذي كان من بين المتواجدين في الملهى، على صفحته الشخصية في موقع ”تويتر”: ”لم أر من أطلق النار، سمعت صوت الرصاص فسارعت إلى الخروج”. وأوردت شبكة ”أن تي في” التلفزيونية أن عددا كبيرا من رواد النادي ألقوا بأنفسهم في البوسفور هربا من وابل الرصاص. وأفادت قناة ”سي إن إن” التركية أن أحد المهاجين لا يزال متحصنا داخل الملهى الليلي، وأن القوات الخاصة تستعد لاقتحام الموقع والتعامل معه. وذكرت تقارير أن سيارات إسعاف هرعت إلى موقع الهجوم، واستطاعت نقل بعض الجرحى للعلاج في مستشفيات قريبة. وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أمس الأحد، عن مقتل 39 شخصا جراء الهجوم الذي وقع الليلة الماضية في ناد ليلي بمدينة إسطنبول. ونقلت وكالة ”الأناضول” عن صويلو القول إنه تم تحديد هوية 21 منهم، مشيرًا إلى أن 16 شخصًا منهم يحملون جنسيات أجنبية وخمسة مواطنين أتراك، مضيفا :”هناك 69 شخصًا يتلقون العلاج حاليًا في المستشفيات، بينهم أربعة حالتهم حرجة”. وأكّد الوزير التركي استمرار قوات الأمن عمليات البحث عن الإرهابي منفّذ الهجوم ، لافتا إلى استمرار التحقيقات بشكل تفصيلي في الوقت الراهن، وسيتم إعلام الرأي العام حال التأكد. أردوغان: لن نسمح إطلاقًا بنجاح المؤامرات القذرة التي تحاك ضدنا وإثر الهجوم، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فجر أمس، اتصالات هاتفية برئيس الوزراء بن علي يلدرم ووالي إسطنبول واصب شاهين والمدعي العام لإسطنبول عرفان فيدان للاطلاع على حيثيات الهجوم والحصول على معلومات أوفى حول عدد الضحايا وأوضاع الجرحى. وأفادت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية بأن أردوغان أكد للمسؤولين متابعته تطورات الهجوم عن كثب، معربا عن أسفه للخسائر في الأرواح التي خلفها الهجوم وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل. وقال أردوغان في تصريحات: ”لن نسمح إطلاقًا بنجاح المؤامرات القذرة التي تحاك ضدنا، وذلك من خلال التحلي بالوعي والحكمة والتكاتف فيما بيننا بشكل أكبر”. وأضاف القول ”إن كل حياة نفقدها في هذه المرحلة، تكوي أفئدتنا وفي نفس الوقت تشد من أزر عزيمتنا وتقوي شكيمتنا وتصميمنا”. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء لكن تركيا تعرضت لهجمات عدة نسبت الى تنظيم ”الدولة الإسلامية” أو المتمردين الأكراد واستهدفت أنقرةوإسطنبول على وجه الخصوص.ومن جهته شدّد وزير العدل التركي، بكير بوزداج، يوم أمس، في تغريده له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن تركيا ماضية في حربها ضد الإرهاب. وأدانت الولاياتالمتحدة بشدة الهجوم الذي استهدف ملهى ليلي بإسطنبول في ليلة رأس السنة الجديدة وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض نيد برايس في بيان، فجر أمس الأحد، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اطلع من قبل فريق الأمن القومي الأمريكي على تفاصيل الهجوم، وأعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى. وأكد برايس دعم الولاياتالمتحدةلتركيا حليفة واشنطن في حلف الناتو، في مواجهة الإرهاب. ووفقا لبرايس وجه أوباما فريق مستشاريه لتقديم المساعدة المناسبة للسلطات التركية عند الضرورة وإبقائه مطلعا على اآر التطورات. وعلى إثر الهجوم، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها الموجودين حاليا في إسطنبول بالابتعاد عن منطقة الهجوم.ومن جانبه، ندد الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبورغ على تويتر ب”البداية المأساوية للعام 2017 في إسطنبول”، بينما غردت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ”2017 يبدأ بهجوم في إسطنبول”. بوب باير: الهجوم يحمل بصمة داعش وتركيا دخلت الاتفاق بحثا عن الأمن وفي السياق نقلت شبكة ”سي أن أن” عن بوب باير، المختص في شؤون الأمن الداخلي الأمريكي والعميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، إن ”المؤشرات الأولية في هجوم الملهى الليلي بتركيا ليلة رأس السنة تحمل بصمات تنظيم داعش”، مضيفا أن ”قلق تركيا من نشاط التنظيم في سوريا على رأس دوافعها للتشارك مع روسيا من أجل الوصول إلى هدنة بذلك البلد”. ولفت باير إلى أنّ ”تركيا دخلت الاتفاق لأنها تريد وقف تدفق اللاجئين من سوريا. أنقرة لا تريد أن ترى قوات النظام السوري ومعها روسيا وحزب الله اللبناني وهي تدخل مناطق محافظة إدلب وتدفع بعشرات آلاف الأشخاص إلى أراضيها. ما يريده الأتراك هو المقايضة بحيث يبقى الأسد في السلطة في حين تترسخ مناطق حظر طيران يُمنع استهدافها بالطائرات الروسية أو السورية”. ويرى المحلل الأمريكي أن الخطة ”صعبة التطبيق لأن تركيا ليس لديها قدرة التأثير على كامل الفصائل المسلحة في سوريا،” والاتفاق حتى الآن ما يزال ”هشا” كما وصفه الروس، ولكنه رأى أن المشروع هو الأمل الوحيد القائم حاليا. وكانت السلطات التركية أعلنت نشر 17 ألف شرطي في اسطنبول لضمان أمن الاحتفالات بالعام الجديد. وأوضحت أن بعض رجال الشرطة سيتنكرون في زي بابا نويل لرصد أي تحركات مشبوهة بين الحشود. يذكر أنّ مسلحان متنكران في زي (بابا نويل) أطلقا النار على المحتفلين برأس السنة الجديدة بملهى (رينا) الليلي في منطقة أورطه كُوي بمدينة إسطنبول، في منتصف ليل السبت، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا بينهم 16 شخصا يحملون الجنسيات الأجنبية وخمسة أتراك وإصابة 69 آخرين بجروح متفاوتة.