دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني خلال إشرافه يوم الأحد ببسكرة على افتتاح أشغال ملتقى حول "المقاومة الوطنية بالزيبان في القرن ال19" الباحثين والمختصين إلى "تجلية المزيد من الصفحات الخالدة للذاكرة الوطنية لمنح القوة والمناعة والرفعة للبلاد بين الأمم". وحث الوزير بالمناسبة الباحثين والأساتذة المختصين على بذل مزيد من العطاء لتسليط الضوء أكثر على "ذاكرتنا التي بصونها والمحافظة عليها نزداد قوة ومناعة وتعلو مكانة بلادنا بين الأمم". وبعد أن ذكر بأن عقد مثل هذه اللقاءات التاريخية والتقاليد الراسخة في إطار برنامج قطاع المجاهدين ومخطط عمل الحكومة يهدف إلى العناية بالذاكرة والتاريخ الوطني أبرز السيد زيتوني أن الشعب الجزائري "كتب أروع الصفحات في تاريخ الإنسانية من أجل حرية الإنسان وعزته" قائلا في هذا الشأن "ما أعطى شعب من شعوب العالم معركة الحرية مثل ما أعطاها شعبنا من تضحيات". وأضاف يقول "إن الشعب الجزائري لم تخمد له ثورة منذ أن وطأت أقدام الغزاة أرضه الطاهرة فما أن تخمد انتفاضة حتى تندلع أخرى وظل هذا الشعب مناهضا للعدو ويعمق المقاومة ويوسعها إلى كافة نواحي الحياة بحيث لم تقتصر على المواجهة المسلحة المباشرة بل أخذت أشكالا كثيرة منها المحافظة على العمل الحضاري المتمثل في الهوية والشخصية الجزائرية". كما أردف وزير المجاهدين قائلا "لم يكن الاستعمار الاستيطاني مرادفا للبؤس والإذلال والتجهيل ومصادرة الحريات فقط بل كان عنوانا للبطش والتقتيل وانتهاك حرمة الإنسان حيا وميتا". وذكر السيد زيتوني في هذا السياق بأن بعض المتاحف في ما وراء البحر "ما تزال تحتفظ إلى اليوم بجماجم و رفات شهداء مقاومتنا الميامين التي نعمل على استعادتها ودفنها في أرض وطن الآباء والأجداد". وعلى هامش جلسة افتتاح هذا الملتقى بالقاعة الكبرى للاجتماعات للولاية التي تحتضن الأشغال حضر الوزير رفقة والي الولاية مراسم إبرام اتفاقيات تعاون بين قطاع المجاهدين بالولاية و قطاعات أخرى على غرار التكوين والتعليم المهنيين والثقافة والشباب والرياضة فضلا عن تسليم حصة من المؤلفات لقطاع المجاهدين لفائدة كل من جامعة محمد خيضر والمكتبة الرئيسية للمطالعة المجاهد حمد عصامي. وقد استهل السيد زيتوني زيارته بالتوجه إلى مقبرة الشهداء بعاصمة الزيبان حيث ترحم على أرواحهم الزكية قبل أن يعاين مقر مكتب الأمانة الولائية للمجاهدين وتدشينه لوحات تذكارية مخلدة للعمليات العسكرية الأولى (ليلة الفاتح نوفمبر 1954) و ذلك بمقر البلدية القديم ومحطة القطار. ويواصل وزير المجاهدين هذه الزيارة التي تدوم إلى غاية يوم غد الاثنين بالتوجه إلى ضريح الصحابي عقبة بن نافع الفهري إلى جانب معاينته عديد الهياكل من بينها متحف الشهيد سي الحواس ببلدية مشونش. كما يشرف على إطلاق تسميات شهداء ومجاهدين متوفين على مؤسسات تربوية بكل من البرانيس وعاصمة الزيبان.