أجمع الوزراء العرب في ختام أشغال الدورة ال147 لمجلس الجامعة, برئاسة الجزائر, على ضرورة الإلتزام بقراري مجلس الأمن التي تعتبر القانون الإسرائيلي بضم القدس, لاغ وباطل, ودعوا الى عدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها مجددين التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية دون تغيير. وطالب الوزراء العرب في القرارات التي أصدروها, أمس الثلاثاء, في ختام أعمالهم في القاهرة ,جميع الدول بالالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980, ومبادئ القانون الدولي, التي تعتبر القانون الإسرائيلي بضم القدس, لاغ وباطل, وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها. كما إعتبر الاجتماع نقل السفارات والبعثات الدولية الى القدس "إنتهاكا خطيرا" للقانون الدولي وإتفاقية جنيف الرابعة, وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة, والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية الصادرة بتاريخ 9 /7 /2004, ومن شأنها أن تشكل "تهديدا جديا" للسلم والأمن في المنطقة, علاوة على أنها تساهم في نسف حل الدولتين, وتعزيز التطرف والعنف, كما دعوا الدول الأعضاء, والأمين العام, ومجالس السفراء العربية, وبعثات الجامعة, بالعمل على متابعة أي توجه لخرق قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي في هذا الشأن, والتصدي له بفاعلية. كما أكد المجلس رفضه المطلق, على القرار الذي إتخذه مجلس النواب الأمريكي في 6 يناير 2017, والذي ندد بقرار مجلس الأمن 2334, والإعراب عن "القلق الشديد" إزاء مثل هذا النهج الذي تتبعه المؤسسات التشريعية الأمريكية, والذي من شأنه كما أضافوا "يقوض القانون الدولي ويتناقض مع دور ومسؤوليات الولاياتالمتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن, وينحاز للإحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. والعرب يؤكدون تمسكهم بمبادرة السلام العربية دون تغيير كان إجتماع الوزراء العرب يوم امس فرصة جديدة للتاكيد على الإلتزام الكامل والتمسك بمبادرة السلام العربية كما طرحت عام 2002 دون تغيير, والتشديد على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف, بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة, وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال, وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين, إستنادا إلى القانون الدولي, وقرارات الشرعية الدولية, وقرارات القمم العربية المتعاقبة. وطالب مجلس الجامعة, برئاسة الجزائر, المجتمع الدولي بإيجاد الآلية المناسبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام (2016), والذي أكد على أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل "إنتهاكا صارخا" للقانون الدولي و"عقبة" في طريق السلام, وطالب الإحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الإستيطانية وفي الأرض الفلسطينيةالمحتلة, بما في ذلك القدس الشرقية, والذي أكد كذلك على أن المجتمع الدولي لن يعترف بأي تغييرات في حدود الرابع من يونيو 1967, بما في ذلك ما يتعلق بالقدس, سوى التغييرات التي يتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات. كما طالب المجلس, بتشكيل لجنة قانونية استشارية في إطار جامعة الدول العربية لتقديم المشورة حول رفع قضايا أمام المحاكم الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته, وكذلك بشأن المظالم التاريخية التي لحقت بالشعب الفلسطيني, بما فيها "وعد بلفور" عام 1917, وتقديم مقترحات عملية في هذا الشأن. وجدد المجلس رفضه لأي مشروع لدولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة, أو أي تجزئة للأرض الفلسطينية, والتأكيد على مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى فصل قطاع غزة عن باقي أرض دولة فلسطين, والتحذير من تماهي أي طرف مع هذه المخططات. وحذر مجلس الجامعة, إسرائيل من التمادي في إستفزاز مشاعر العرب والمسلمين حول العالم, من خلال التصعيد الخطير لسياساتها وخطواتها غير القانونية التي تهدف إلى تهويد وتقسيم المسجد الأقصى المبارك, ويعتبر المجلس أن أي قوانين ترمي إلى إقرار مثل هذه الأعمال لاغية وباطلة, ويحذر من أن هذه المخططات من شأنها أن تشعل صراعا دينيا في المنطقة, تتحمل إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال ) المسؤولية الكاملة عنه. ورحب الوزراء العرب, بزيادة بعض الدول العربية مساهمتها في دعم موازنة الأونروا وحث باقي الدول والجهات المانحة إلى زيادة دعمها وزيادة نسبة مساهمتها في ميزانية الأونروا, وذلك تفعيلا للقرارات المتعاقبة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري منذ عام 1987, ومنح الأولوية لسداد أنصبة الدول في موازنة الأونروا أولا, ثم تقديم الدعم الطوعي. الجامعة العربية تدعو إلى ضبط النفس والالتزام بالعملية السياسية لتسوية الأزمة الليبية كما ناشدت جامعة الدول العربية كافة الأطراف الليبية بضبط النفس والالتزام بالحوار السياسي كسبيل وحيد لتسوية الأزمة الليبية بعد التصعيد الامني الذي شهدته البلاد منذ يوم الجمعة الماضي عقب الهجوم الذي شنته ما تعرف ب"سرايا الدفاع عن بنغازي" للسيطرة على منشآت الهلال النفطي الليبي. وذكر المتحدث الرسمي باسم الجامعة محمود عفيفي في بيان يوم الأربعاء أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "يتابع بانزعاج شديد التصاعد الخطير في الأوضاع في ليبيا وخاصة في منطقة الهلال النفطي الليبي". كما أعرب عن إدانته للهجوم المسلح الذي تعرضت له المنشآت النفطية في المنطقة يوم الجمعة الماضي وتداعياته الجسيمة على الأوضاع الأمنية في البلاد ومقدرات الشعب الليبي. وأضاف المتحدث أن أبو الغيط جدد مناشدته لكافة الأطراف الليبية بالتمسك بالخيار السلمي والحوار السياسي التوافقي وآلياته لاستعادة السلم والاستقرار وإعادة الطمأنينة للشعب الليبي مؤكدا حرص الجامعة العربية على دعم الأشقاء الليبيين وكل ما يبذل من جهد للحفاظ على سيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها.