انطلقت يوم الأربعاء قافلة محملة بالمساعدات الغذائية من الجزائر العاصمة نحو مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف, أشرف عليها الهلال الأحمر الجزائري بالتعاون مع الكشافة الاسلامية الجزائرية. وأعلنت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس, اليوم عن انطلاق قافلة من المساعدات الغذائية باتجاه مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف, وتمثلت في 5 شاحنات محملة ب 100 طن من المواد الغذائية الاساسية, في إطار تضامن الشعب الجزائري مع نظيره الصحراوي الذي يعود إلى أكثر من 40 سنة. وأضافت,بأن العملية جاءت بالتنسيق مع الكشافة الاسلامية الجزائرية التي قامت بجمع المساعدات الانسانية, بينما تكفل الهلال الاحمر بنقلها الى مخيمات تندوف. كما صرحت السيدة بن حبيلس بأن "المبادرة التي قامت بها الجزائر جاءت في وقت مهم جدا تزامنا مع قرار الدول الغربية تقليص حجم المساعدات التي تمنح للاجئين الصحراويين بسبب الازمة المالية" ,وحذرت من خطورة القرار الذي من شأنه أن يتسبب في "تجويع اللاجئين" خصوصا وأن المساعدات الممنوحة "لم تكن كافية في الأصل, حيث كانت تلبي الحاجيات الضرورية فقط". وأضافت بان الهلال الاحمر الجزائري يبذل جهودا جبارة لإعادة النظر في قرار المنظمات الدولية الانسانية والمانحين على المستوى الدولي المتعلق بتخفيض المساعدات الممنوحة للشعب الصحراوي, والذي من شأنه ان يهدد الوضع الانساني والصحي للاجئين الصحراويين. وقالت السيدة بن حبيلس إن "الهلال الاحمر يندد بمثل هذا الاجراء ويعتبره محاولة لتجويع اللاجئين الصحراويين", خاصة و ان هذا لا يتماشى مع المبادئ الانسانية لاسيما وأن المساعدات الممنوحة أصلا لم تكن كافية. كما دعت الشعب الجزائري الى ضرورة المحافظة على ثقافة التضامن ورفع مستوى المساعدات الممنوحة للاجئين بشكل عام والصحراويين في المخيمات خصوصا. من جانبه, قال القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية, محمد بوعلاق, "إن القافلة تأتي في اطار التضامن الانساني مع الشعب الصحراوي الثابت على موقفه والمصمم على تقرير مصيره". وأوضح بان القرار الدولي بشأن تقليص المساعدات لفائدة الصحراويين "يراد منه تجويعهم ودفعهم للتخلي عن اهدافهم ومبادئهم" وأضاف بأن "الشعب الجزائري بجميع أطيافه على رأسهم الهلال الاحمر والكشافة والنقابات والمجتمع المدني ككل يقف لمساعدة الشعب الصحراوي". وعبر السيد بوعلاق عن أمله في أن تلبي المساعدات الجزائرية التي بدأت الكشافة في جمعها منذ شهر احتياجات اللاجئين, مشيرا الى ان كافة المواد الغذائية ممنوحة من قبل مانحين جزائريين من بينهم تجار. وبالمناسبة, قال المكلف بالإعلام لدى الهلال الاحمر الصحراوي, محمد لمين بوخرص, والذي حضر انطلاق القافلة, ان "الجزائر عودتنا على مثل هذه المبادرات منذ اكثر من 40 سنة بما فيها الهلال الاحمر والكشافة الجزائرية" مضيفا ان "الوضع الانساني في مخيمات اللاجئين في تراجع +مخيف+ بعد تراجع المساهمات الدولية بشكل ملحوظ والتي تتمثل في الغذاء الاساسي ما أدى الى انتشار حالات من سوء التغذية وفقر الدم" داعيا المجتمع الدولي ومنظمة الاممالمتحدة و المنظمات غير الحكومة الى "تراجع الوضع الانساني" داخل المخيمات وناشدهم تقديم يد الدعم للاجئين الصحراويين. واضاف السيد بوخرص, أن الحل في القضية الصحراوية هو "حل سياسي" ومادام الحل مرهون الى غاية الان فوضع اللاجئين في تراجع هو الآخر, مشيرا الى ان شهر رمضان المعظم يحتاج لتقديم مساعدات كبيرة. كما طالب المجتمع الدولي بعدم إهمال اللاجئين الصحراويين على حساب لاجئين آخرين في ظل ظهور ازمات جديدة في العالم. وأشاد بالمساعدات الجزائرية التي تمثل نسبة كبيرة من مجمل المساعدات الممنوحة للشعب الصحراوي, خصوصا فيما يتعلق بالتعليم, النقل, الماء والكهرباء, والتي تعد اساسية للعيش.