دعا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة اليوم الاحد بالجزائر العاصمة الاتحاد الأوروبي إلى مزيد من الاستثمارات المباشرة في البلاد من اجل تحقيق "توازن" العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. و اكد السيد لعمامرة خلال ندوة صحفية مشتركة نشطها مع الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسة الأمنية و نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني ان "الجزائر قد ضمنت تموينا طاقويا منتظما لأوروبا لمدة فاقت اربعة عقود دون الإخلال بالتزاماتها و بالمقابل هي تنتظر من الشريك الأوروبي الاعتراف بهذه المكانة و جعل هذه العلاقة الاستراتيجية عنصرا من شانه دفع هذه الشراكة نحو مستويات اعلى من الثقة المتبادلة". كما أشار إلى أن "الاعتراف (الأوروبي) بالمكانة الجزائرية يجب ان تترجم بعد ذلك إلى استثمارات أوروبية تكون في المستوى سيما في مجال الطاقة و الصناعات البتروكيميائية". و تابع قوله ان التزام الجزائر تجاه أوروبا كممون طاقوي موثوق "يجب ان يؤخذ على محمل الجد (من قبل الاتحاد الأوروبي) من خلال السهر على أن تكون العلاقة الاقتصادية بين الجانبين "متوازنة". و أضاف السيد لعمامرة ان هذه النقاط التي سبق للجانبين دراستها سيتم مناقشتها مرة أخرى خلال اللقاء الثاني رفيع المستوى بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي الذي سيجري يوم الثلاثاء المقبل ببروكسل و الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات في مجال الطاقة طبقا لبنود مذكرة التفاهم حول إقامة شراكة إستراتيجية بين الجانبين التي وقعت في سنة 2013. في هذا الصدد أكدت وزارة الطاقة يوم الأحد ان وزير الطاقة نور الدين بوطرفة و المفوض الأوروبي المكلف بالمناخ و الطاقة ميغال ارياس كانيتي سيتناولان خلال هذا الاجتماع السنوي رفيع المستوى الذي يجري بالتناوب في الجزائر و بروكسل موضوع الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي و كذا الأفاق و الأولويات و النشاطات المستقبلية سيما في مجال تسهيل الاستثمارات في استكشاف و انتاج الغاز الطبيعي في الجزائر. و أضاف المصدر أن اللقاء سيتطرق كذلك إلى الطاقات المتجددة و الفعالية الطاقوية و تنظيم منتديات الأعمال. و ذكر السيد لعمامرة بان الدورة العاشرة لمجلس الشراكة بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي التي جرت في 13 مارس الأخير ببروكسل قد سمحت بإعطاء "نفس جديد" للتعاون بين الجانبين معتبرا ان اول زيارة للسيدة موغيريني للجزائر في سنة 2015 قد "كانت ذات اهمية كبيرة سمحت بإجراء تقييم مشترك للشراكة الجزائرية الأوروبية من اجل جعل هذه الشراكة تسير باتجاه الروح التي سادت خلال المفاوضات التي جرت حول اتفاق الشراكة". من جانبها اعربت السيدة موغيريني التي انهت زيارة رسمية دامت يومين إلى الجزائر و التقت بعديد المسؤولين السامين الجزائريين عن "استعداد الاتحاد الأوروبي لمرافقة الجزائر في مسار تنويع الاقتصاد سيما فيما يخص التنافسية و تحسين مناخ الأعمال و توفير مناصب الشغل و المؤسسات و الشراكة مع متعاملين اقتصاديين". و أضافت تقول "انها مجالات يمتلك فيها الاتحاد الأوروبي خبرة كبيرة و ان من مصلحته مرافقة الجزائر في جهودها من اجل تنويع اقتصادها". كما ذكرت بان الجانبين قد "عملا بشكل كثيف خلال الاشهر ال18 (التي تبعت زيارتها الاولى إلى الجزائر) من اجل إعطاء "زخم خاص و جديد" للشراكة بين الاتحاد الأوروبي و الجزائر مع تقييم اتفاق الشراكة. وتابعت قولها "لقد اعددنا خارطة طريق لتحسين عملية تجسيد الاتفاق و أقررنا في شهر مارس الاخير الاولويات المشتركة المتعلقة بشراكتنا خلال السنوات المقبلة". و اشاد السيد كانيتي في تصريح لواج اليوم الاحد بنوعية و كثافة الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الأوروبية في مجال الطاقة مؤكدا أن الجزائر ممون "موثوق" و "أساسي" لأوروبا و "شريك محوري" للاتحاد الأوروبي على الصعيدين الثنائي و الإقليمي. و خلص في الاخير إلى القول بان الجزائر تعتبر ثالث ممون لأوروبا بالغاز وراء كل من روسيا و النرويج مؤكدا "انها ممون هام لأوروبا التي طالما كانت ممونا موثوقا حتى في اصعب المراحل".