تعتبر الحاجة عائشة احدى المواطنات الشلفيات اللاتي أثبتن وفاءهن تجاه الوطن بالالتزام بالمشاركة في جميع الاستحقاقات الانتخابية التي جرت منذ استقلال الجزائر حيث لم تتخلف عن أية مناسبة للإدلاء بصوتها. وترى الحاجة عائشة التي تبلغ من العمر 89 سنة أن التصويت "واجب وطني" قبل أن يكون حقا خاصة في ظل معايشتها لظروف الثورة التحريرية - بصفتها أرملة شهيد - والتضحيات التي تم تقديمها في سبيل استقرار الجزائر. وفضلت المرأة العجوز القدوم عن بكرة أبيها من أجل الادلاء بصوتها رغم تضييعها لبطاقة الناخب وهذا وعيا منها بضرورة الانتخاب لصالح "البلاد التي حررها الشهداء" كما قالت. كما لوحظ اصرار السيدة عائشة على ايجاد اسمها في القائمة الانتخابية وكذا تأدية واجبها الانتخابي. واسترسلت السيدة في الحديث بكونها لم تتخلف عن أي ميعاد انتخابي وأنها "إذا لم تجد اسمها في هذا المركز ستنتقل إلى المركز الآخر" ايمانا منها بضرورة الاقتراع والمشاركة السياسية داعية الشباب إلى التصويت وعدم الانسياق وراء المخططات التي تهدف إلى التربص بالجزائر. ورغم حالتها الصحية الضعيفة واصلت الحاجة تجوالها بين مكاتب المركز الانتخابي أملا في العثور على اسمها في القائمة الانتخابية وأداء واجبها في مشهد يوحي بتشبع جيلها بالقيم الوطنية وتقديم المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار لتتمكن في الأخير من الادلاء بصوتها وعلامات الارتياح والسرور بادية على محياها.