معمّرون يؤدون واجبهم الانتخابي بكل حزم ** أشخاص أحبوا وطنهم حتى النخاع ... ناداهم الواجب الوطني فهبوا الى صناديق الاقتراع... هم المسنون الذين يشكلون شريحة هامة في المجتمع الجزائري فهم مربو الأجيال والمشاركون في ثورة التحرير الوطنية وإقبالهم الكبير في كل موعد انتخابي على مراكز التصويت يجسد شجاعتهم ووطنيتهم الفذة التي لا تقبل تبديلا ومثل كل موعد انتخابي كان الشيوخ والعجائز أول طارقي مكاتب الاقتراع في مختلف ولايات الوطن قصدوها وكلهم تفاؤل وكانت دعوات الخير تتهاطل من أفواههم بتمني الخير والبركة للبلاد والعباد. خ. نسيمة /ق. م سجلت مكاتب الاقتراع بقسنطينة إقبالا ملفتا للناخبين من فئة الأشخاص المسنين الذين توافدوا للإدلاء بأصواتهم لاختيار نواب المجلس الشعبي الوطني المقبل حسب ما لوحظ وفي هذا الصدد سجل مع بداية الظهيرة توافد ملفت لفئة الأشخاص الذين يفوق سنهم الستين سنة على مكاتب الاقتراع المفتوحة بمدرسة راحم لعروسي بحي بن شرقي الشعبي بضواحي مدينة قسنطينة. وقد أكد البعض من هؤلاء لوأج بأنهم قرروا في آخر لحظة الالتحاق بالمركز الانتخابي فيما اعتبر بعضهم الآخر التصويت واجبا وطنيا. فبحي بن الشرقي أكد محمد الذي التقته واج أن التصويت مهم جدا مشيرا إلى أنه لم يتأخر عن أي موعد انتخابي وأنه من واجب كل مواطن أن يعبر عن صوته. من جهته يرى إبراهيم (63 سنة) متقاعد من الوظيف العمومي الذي كان متواجدا بمركز الانتخاب الإخوة بوجريو بوسط مدينة قسنطينة أن أداء واجب الانتخاب يعني الاهتمام بشؤون البلاد. مضيفا بالقول: ربما صوتي لوحده لا يمكن له أن يغير الشيء الكثير إلا أنني مقتنع بأن الانتخاب ولو بورقة بيضاء هو طريقة للتعبير. من جهتها قالت السيدة خديجة في عقدها السادس: لا يجب التصويت بالصدفة مضيفة أنها حاولت متابعة برامج الأحزاب السياسية ورأت أن بعضها كان مبهما ولذلك --مثلما قالت-- فأنا ما زلت مترددة في الاختيار وسأتخذ قراري خلف الستار العازل. معمّرة سنها 119 سنة تؤدي واجبها الانتخابي أصرت أكبر معمرة بولاية تيارت سنها 119 سنة على أداء واجبها الانتخابي ببلدية قرطوفة. وقد ذهبت الحاجة خيرة عماري من منزلها مشيا على الإقدام إلى غاية مركز التصويت عبد القادر-الطايبي بقرطوفة بالمكتب رقم 1 وأدلت بصوتها من أجل أن تكون الجزائر دائما بخير كما قالت وألحت الحاجة خيرة على الإدلاء بصوتها بنفسها ولم تأذن لابنها سوى بمرافقتها إلى غاية مكتب الاقتراع. وذكرت الحاجة خيرة المولودة سنة 1898 بقرية الطريش بوادي ليلي إنها انتخبت لأول مرة في حياتها أثناء استفتاء تقرير المصير من أجل استقلال الجزائر) وتنتمي الحاجة خيرة إلى عائلة ثورية حيث كان زوجها مجاهدا إذ لا تزال تستحضر ذكريات ثورة التحرير المجيدة وتضحيات الشعب الجزائري وقد كانت هذه المناسبة فرصة لبعض من الحضور بمكتب الاقتراع لأخذ صور تذكارية مع هذه المواطنة المخضرمة. الحاجة عائشة ...مثال للالتزام بالواجب الانتخابي تعتبر الحاجة عائشة إحدى المواطنات الشلفيات اللاتي أثبتن وفاءهن تجاه الوطن بالالتزام بالمشاركة في جميع الاستحقاقات الانتخابية التي جرت منذ استقلال الجزائر حيث لم تتخلف عن أية مناسبة للإدلاء بصوتها وترى الحاجة عائشة التي تبلغ من العمر 89 سنة أن التصويت واجب وطني قبل أن يكون حقا خاصة في ظل معايشتها لظروف الثورة التحريرية - بصفتها أرملة شهيد - والتضحيات التي تم تقديمها في سبيل استقرار الجزائر. وفضلت المرأة العجوز القدوم عن بكرة أبيها من أجل الإدلاء بصوتها رغم تضييعها لبطاقة الناخب وهذا وعيا منها بضرورة الانتخاب لصالح البلاد التي حررها الشهداء كما قالت كما لوحظ إصرار السيدة عائشة على إيجاد اسمها في القائمة الانتخابية وكذا تأدية واجبها الانتخابي واسترسلت السيدة في الحديث بكونها لم تتخلف عن أي ميعاد انتخابي وأنها إذا لم تجد اسمها في هذا المركز ستنتقل إلى المركز الآخر إيمانا منها بضرورة الاقتراع والمشاركة السياسية داعية الشباب إلى التصويت وعدم الانسياق وراء المخططات التي تهدف إلى التربص بالجزائر ورغم حالتها الصحية الضعيفة واصلت الحاجة تجوالها بين مكاتب المركز الانتخابي أملا في العثور على اسمها في القائمة الانتخابية وأداء واجبها في مشهد يوحي بتشبع جيلها بالقيم الوطنية وتقديم المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار لتتمكن في الأخير من الإدلاء بصوتها وعلامات الارتياح والسرور بادية على محياها.