اجتمعت الدول العربية المنخرطة في الشبكة العربية لبرنامج الإنسان و المحيط الحيوي (الماب-العربية) التابعة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية و العلم و الثقافة (اليونسكو) يوم الاثنين بالجزائر لتحديد خطة عمل للسنوات ال 10 المقبلة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات و متطلبات هذه الدول فيما يتعلق بالتنمية المستدامة. فبالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول تسيير محميات المحيط الحيوي يتطلع الاجتماع الإقليمي للماب-العربية في نسخته التاسعة إلى بحث و إعداد مخطط عمل خاص بالمنطقة العربية (2016-2025) يكون مستمدا من مخطط المؤتمر الدولي لمحميات المحيط الحيوي الذي عقد في مارس 2016 بليما (البيرو) مع إدراج خصوصيات و متطلبات المنطقة العربية التي تواجه تحديات التنمية المستدامة لا سيما فيما يتعلق بآثار التغيرات المناخية و التدهور البيئي حسب ما أكدته نائبة المدير العام للعلوم باليونسكو فلافيا شليغل في افتتاح هذا الاجتماع الذي حضرته وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت. و أكدت السيدة شليغل بالمناسبة ثقتها في إمكانية تطبيق هذا المخطط الإقليمي من طرف الدول العربية المنظمة إلى شبكة الماب-العربية منوهة بالتزام هذه الدول "لتقديم أفضل ما عندها لحماية البيئة و المحيطات الحيوية لمواطنيها و الأجيال المقبلة". و تضم شبكة الماب العربية 9 دول: الجزائر و تونس و المغرب و مصر و الإمارات العربية المتحدة و الأردن و قطر و عمان و سوريا. و قد صادق مؤتمر ليما على نظرة جديدة لبرنامج الماب للسنوات العشرة المقبلة في شكل مخطط عمل. و يشكل هذه المخطط مع استراتيجية برنامج الإنسان و البيئة "الماب" (2015-2025) الوثائق المرجعية لتنمية و تطور المحيطات الحيوية و كذا تكييف هذه المواقع مع أهداف التنمية المستدامة (2020-2030). و ترى المسؤولة بالمنظمة الأممية بأن التنمية المستدامة للمنطقة العربية ستشكل "رهانا كبيرا" خلال السنوات المقبلة نتيجة تأثيرات التغيرات المناخية و التدهور البيئي. و تضم المنطقة العربية حاليا 30 موقعا مصنفا كمحميات للمحيط الحيوي من طرف منظمة اليونيسكو منها ثمانية مواقع متواجدة بالجزائر. وتعرف محميات المحيط الحيوي بأنها نماذج لمناطق صنفتها اليونسكو على أنها توازن بين الحفاظ على المحيط الحيوي و التنمية المستدامة في إطار برنامج الماب. و تعد هذه المحميات مخابر حية لدراسة و تجربة التسيير المتكامل للأراضي و المياه و الوسط الحيوي. و يتعين على هذه المناطق أن تؤدي ثلاثة وظائف أساسية و هي الحفاظ على المناظر الطبيعية و الأنظمة و البيئية و الأنواع الحيوانية و النباتية التنمية الاقتصادية التي تحافظ على الخصوصيات الاجتماعية و الثقافية و البيئية و كذا الوظيفة اللوجستيكية عن طريق تشجيع البحث و التعليم و تبادل المعلومات حول قضايا التنمية المحلية و الوطنية و العالمية. و تزخر الدول العربية بأوعية بيئية ذات "أهمية كبيرة" و ثروات بيئية ذات قيمة تراثية عالية غير أنها معرضة لطابع مناخي غير موات مما يعرضها إلى التصحر و نقص المياه اللذين يؤثران على المقاومة البيئية للأوساط الطبيعية و يفاقم ضعفها حسب المدير العام للغابات عبد المالك عبد الفتاح. و يرى السيد عبد الفتاح بأن هذا الاجتماع سيسمح بالتفكير في التحديات و الانشغالات الأساسية التي تواجه محميات المحيط الحيوي في الدول العربية بهدف إيجاد حلول من شأنها تطبيق استراتيجية الماب في العالم العربي. و في هذا الإطار دعا المسؤول إلى تعزيز الروابط بين دول المنطقة و إيجاد الأدوات الكفيلة بتسطير رؤية مشتركة تقوم على معرفة معمقة بالموروث البيئي الذي يملكه العالم العربي معتبرا بأن هذا الاجتماع سيسمح بوضع "استراتيجية موحدة فيما يتعلق بالتسيير الدائم لمحميات المحيط الحيوي و تبادل الرؤى و التجارب في هذا المجال". و أكد بالمناسبة بأن الجزائر ستعتمد على هذه الاستراتيجية الإقليمية للماب في تسيير محمياتها و كذا كل مبادرة إقليمية تسمح بتحقيق التنمية المستدامة و المنسجمة للمحيط الحيوي. و في سياق آخر أعلنت وزيرة التربية الوطنية التي تشغل أيضا منصب رئيسة اللجنة الوطنية للتربية و العلوم و الثقافة التابعة لليونسكو عن إقامة شبكة جديدة للمدارس المنتسبة لهذه الهيئة الأممية تضم 300 مؤسسة تعليمية من مختلف الأطوار بهدف إعطاء دفع جديد لنوادي و كراسي اليونسكو و إشراكها في التفكير و التكفل بانشغالات محميات المحيط الحيوي و ذلك بالتنسيق بين اللجنة الوطنية و الماب. و خلال الاجتماع التاسع للماب العربية سيتم انتخاب مكتب جديد لهذه الشبكة. كما سيتم تنظيم ورشة عمل حول موضوع "الحوكمة و التسيير المالي و الاقتصاد الأخضر".