تضم منطقة بوثلجة التي تعتبر متحفا حقيقيا في الهواء الطلق العديد من المواقع الأثرية و البقايا القديمة منتشرة تقريبا عبر كامل هذه الدائرة التي تبعد بحوالي 12 كلم عن مدينة الطارف مقر الولاية. و تبقى هذه الكنوز الموجودة في الطبيعة تنتظر التصنيف نظرا للأهمية التاريخية و الأثرية التي تمثلها حسب ما أجمع عليه بعين المكان ل/وأج بعض سكان هذه المنطقة. و على بعد 8 كيلومترات شمال غرب بلدية الشافية يوجد "غار المعاز" و هو موقع أثري رائع و أخاذ باتجاه المحطة الحموية سيدي جاب الله و يعلو ب300 متر عن سطح البحر يروي عن منطقة ثرية بالتاريخ. و يعتبر هذا الموقع الذي يعود إلى ما قبل التاريخ في شكل مخبأ أو ملجأ تحت الصخر به رسوم و نقوش صخرية من بين عديد الشواهد التي تشير إلى تعاقب عديد الحضارات على هذه المنطقة وفق ما أفادت به السيدة عائشة عبادة رئيسة مصلحة التراث بمديرية الثقافة. و قد تم إكتشاف هذا الموقع "عام 2011 خلال القيام بأشغال استغلال محجر لورشة إنجاز الطريق السيار شرق-غرب (شطر عنابة- الطارف)"،كما ذكرته المتحدثة. و أفادت بأن عملية التفتيش المكثف التي تمت آنذاك بعين المكان أكدت أن الأمر يتعلق بموقع معروف يعود لما قبل التاريخ تم إكتشافه سنة 1939". فهذا المخبأ المفتوح نحو الشمال عبارة عن صخور متراكمة حيث يمكن رؤية حيوان مشخص خطمه حاد و طويل و أطراف ساقيه دائرية و أن ساق واحدة من الأمام و أخرى من الخلف ظاهرتين. و حسب الأسطورة التي يريد أن ينقلها السكان المجاورون لهذا الموقع ذي المناظر الطبيعية الخلابة فإن "الصورة تعكس غار المعاز و تزيين لحلاقة طقوسية تعود للعصر الحجري الحديث". كما يشاهد من يزور هذا المكان تماثيل أخرى لحيوانات على غرار رأس حيوان مجتر لديه قرنين في شكل قوس بالإضافة إلى تماثيل بشرية. تحتضن دائرة بوثلجة سلسلة أخرى لمواقع تاريخية تنتظر هي الأخرى تصنيفها استنادا لذات المسؤولة. مدينة توليو موقع لم يكشف بعد عن أسراره و بسفح جبل بن فرج بحروكة ببلدية الشافية تشهد مدينة توليو عن آثار تعاقب عديد الحضارات على هذه المنطقة التي تقع بأقصى شمال شرق البلاد. و يتعلق الأمر بمدينة قديمة تعود للفترة الرومانية و تتربع على 36 ألف متر مربع و هو موقع يتكون من بقايا بنايات و كهوف ما تزال تشهد عن "ماضي تاريخي لم يكشف بعد عن كل أسراره" على حد تعبير رئيسة مصلحة التراث بمديرية الثقافة. و تعرض الكتابة التي تشير إلى اسم المدينة بحديقة متحف هيبون بعنابة حسب ما أضافت ذاكرة أن الشافية حيث تم إحصاء 52 عنصرا لكتل اسم نهر بسهل بين جبل ناظور و جبل بن فرج غربا. و تتجلى عديد البقايا القديمة بالإضافة إلى 15 معصرة متناثرة تتشكل من عناصر لكتل ذات أبعاد ضخمة. و بنفس الموقع توجد "مزارة سيدي شرافة" التي تضم شجرة زيتون عالية و كذا عديد الشواهد التي تدل على عديد النشاطات التي كانت تمارس. و من بين البقايا الأثرية التي ماتزال محفوظة هناك "آثار للاستخلاص على الصخور و جدار سميك و أسفل صهريج به طلاء مائي ممتد نحو الأرض بالإضافة إلى نصب جنائزية. و تبقى هذه المواقع الأثرية تنتظر التصنيف بما يمكن من تثمين هذه الشواهد الخالدة أكثر و ضمان حمايتها من كل ضرر مثلما تمت الإشارة إليه. و إستنادا لنفس المصالح فإن العديد من المواقع الأثرية قد تم إحصاؤها عبر ولاية الطارف على غرار تلك الموجودة بالزيتونة و البسباس و بوقوس أي ما مجموعه ستين مزرعة تضم معاصر تعود للفترة الرومانية و كانت تستعمل إلى غاية الفترة البيزنطية. و يضاف إلى هذا التراث الثري و المتنوع ثلاثين قبرا دائريا (دولمن) و 100 نصبا جنائزيا ما تزال تقاوم عوامل الطبيعة و تحكي للزائر تاريخ الشعوب التي تعاقبت على هذه المنطقة. تضم ولاية الطارف ثلاثة مواقع مصنفة على الصعيد الوطني تقع بكل من القالة على غرار معقل (باستيون) فرنسا و الكنيسة و حضن مطحنة بالإضافة إلى 10 أخرى مصنفة على المستوى المحلي من بينها قصر لالة فاطمة بالعيون و بن سعيدان ببوقوس. فهي آثار تظهر من حين لآخر فيما لا تزال أخرى تحت التراب عبر إقليم هذه الولاية تضيف المصالح المكلفة بالتراث بمديرية الثقافة التي أبرزت الجهود المبذولة لإعادة تأهيل هذا التراث الهام.